فاض الكيل منذ فترة ليست قصيرة ... فكلما غذيت سيارتي بالبنزين وبأي كمية اكتشف أن الكمية ليست هي المطلوبة والمدفوع ثمنها ... لدرجة أنني بدأت انزل من السيارة إذا كان العداد الرقمي بعيدا واطلب من فني الكازية أن يطلعني على العداد والزيرو... وحتى هذه لم تنجح ...
وأذهلني من سنة تقريبا حجم النصب والاحتيال وحجم السرقة وحجم الغش وفي جميع محطات الوقود بعدما رحت اجرب محطات في مختلف مناطق عمان ...
فالمهاجرين عينك عينك ... وعبدون عينك وفيها قشة... ووادي صقرة حدث ولا حرج ... والجاردنز مش معقول.. وطبربور يا روح النبي ... وماركا سلامة تسلمكم... وصويلح دنيا ودين بلا دين ...وطريق المطار اللهم صل وسلم ...
وأم الدنانير هون ووقفنا...
طبعا هذه ( ليسته ) فقط لكي لا أطيل أمتار الكارثة في محطات الوقود ... وقد اكتشفت ان السرقة تحدث بأعلى مستواها بعد رفع أسعار الوقود ... فيعم الخير على المحطة والعامل وفني الكازية وفني الحكومات... وبقية الحرامية وتطول العملية، وهنا بدأ الإدمان على الغش والسرقات. ومال الحرام ...
...
قبل اسبوع طار عقلي ...طبعا كنت اعبي 95 بعدين ولعت الأمور حولت على التسعين :
عبي لي يمه بعشرين دينار ...ثلاثين لتر 90 ...
بس زيح وابعد عن العداد وصفر لي العداد ...
يسلموا إيديك وهذا دينار الك وباقي العشرين خليه معاك ...
ومثل كل مرة ابخشش فني الكازية عساه يتعلم ويشرب شوية حلال ويبطل...
الغريب أن الثلاثين لتر التي تابعتها لم تصل في مؤشر الوقود كما تؤشر الخمسة عشر لترات...
استحيت ارجع واعمل مشكلة ..لكن بدأت احتسب كم كيلومترات ستكفيني هذه النتفة...
يا عمي عشرون دينار ...دفعت مقابل ثلاثين لتر تسعين خالي من الحلال ...
المهم ... مشتني التعباية مشوار على جامعة فيلادلفيا فقط والرجعة عند عين الباشا كان مؤشر الوقود أحمر ...
انهبلت...
وقفت ... لازم أحط لي شوية بنزين ...يمكن انقطع من عين الباشا لبيتي...شفت بعيني على اليمين محل أدوات منزلية بطلعة صويلح ...
نزلت :
عندك جالون بلاستيك عشرين لتر ...
قال : عندي عشرين وثلاثين وعندي هاظ العشرة ...
قلت : اعطيني الثلاثين ...شغلت السيارة وعلى محطة دوار صويلح
يا شاب ...عبي لي بهالجالون ثلاثين لتر 90 ....
ليش ؟
قلت : هيك ... يا ابني عبي ...
ملأ الجالون... ثلاثين لتر بالتمام والكمال ... الله ... يسعد رب ريحة البنزين...
يا سلام ...والله بركة ...معقول كل هالثلاثين لتر ما ترجعني بخير لبيتي ؟ ؟
قلت : تعال ... فرغ لي إياهم في خزان السيارة ...
انصدم الولد ...: يا ساتر ليش هيك ؟
قلت : فيش طريقة اعرف الثلاثين لتر من العشرة لتر إلا هيك ... صب يا ابني صب...
ظل الولد يصب ...
هو يصب وانا اتابع مؤشر الوقود أمامي في السيارة ...
أقسم بالله شبه فللت ...صعد العداد للسما ...من ثلاثين لتر فز العداد ...أعطيته دينار حلال زلال ....
مش قليلة الثلاثين لتر ... والله ما بعبي بنزين من اليوم فصاعدا إلا بهالجاريكان ...
ومجاكرة...بسماسرة نهب الناس وسرقتهم...من الحكومة للسرسرية ....