مستدمرة إسرائيل وجزاء سنمّار"العربي"اسعد العزوني
14-02-2017 09:47 PM
كما هو معروف أن الملك الحميري المشهور النعمان الأول ابن الشاعر امرؤ القيس، أراد بناء قصر فخم له بعد أن منّ الله عليه وأعطاه مالا كثيرا، فسأل عن أمهر المهندسين الرومان آنذاك، وجاءه المهندس سنمار وبنى له قصرا ولا أفخم أسماه "الخورنق ". ولما انتهى المهندس سنمار من بناء القصر الفخم، طلب منه الملك النعمان القيام بجولة معه داخل أرجاء القصر العظيم، ووجه له عدة أسئلة مثل: هل هناك قصر يشبهه في الدنيا؟ وهل يستطيع غيرك بناء قصر مثله؟ وهل يعرف أحد غيرك أسراره؟ فأجاب سنمار بلا! وعندها ضمر الملك النعمان الأول الشر لسنمار وقرر قتله حتى يموت سر القصر معه، ويضمن أن أحدا من الملوك لن يحظى بقصر مثله، ورماه من أعلى وفارق سنمار الحياة، وذهبت القصة مثلا يضرب في اللئيم والأخرق والأناني وناكر المعروف والجميل الذي يقابل الخير والإحسان بالشر. وفي عصرنا الحالي طبقت مستدمرة إسرائيل أخلاق وسلوك الملك النعمان الأول ،ولكن ضحيتها لم يكن شخصا واحدا فقط ، بل كانت ضحاياها دولا وشعوبا بكاملها، وفي المقدمة بريطانيا التي أرادت التخلص من يهود بتأسيس مملكة إنجليزية مسيحية خالصة ، وخالية من اليهود ، وبدأ المخطط رسميا من قبل رئيس وزرائها الأسبق كامبل صاحب الوثيقة المشهورة ضد الشرق الأوسط 1905- 1907ومن أوائل من دعوا لإقامة مستدمرة إسرائيل ، وتلاه أيضا آرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا الذي أعلن وعد بلفور المشؤوم عام 1917 وأعطى فلسطين وطنا قوميا لليهود ،وقيل بشأنه أن من لا يملك أعطى لمن لا يستحق. عندما اشتدت سواعد العصابات الإرهابية الصهيونية بفعل المساعدات البريطانية التي شجعت الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ونكلت بالشعب الفلسطيني، طالبت تلك العصابات الإرهابية بريطانيا بالرحيل عن فلسطين واعتبرتها دولة محتلة، وعلاوة على ذلك قامت تلك العصابات بالاعتداء على الجنود البريطانيين وقتلهم وشنق العديد منهم بتعليقه على أعمدة الإنارة والأشجار على الطرق العامة بفلسطين، إضافة إلى حرق المخازن ونهبها. وبعد بريطانيا جاء دور الولايات المتحدة الأمريكية التي تبنّت مستدمرة إسرائيل، خاصة بعد انتصارها الوهمي على الدول العربية وتسلمها لبقية فلسطين التاريخية وأراض عربية اخرى، مثل الجولان. بعد كل الدعم الذي قدمته أمريكا لمستدمرة إسرائيل ماديا ومعنويا وسياسيا ودبلوماسيا، ها هي مستدمرة إسرائيل تتآمر على امريكا وقد ورطتها في العديد من المستنقعات التي انهكتها وقد اجبرتها على الرحيل عن المنطقة لتطويبها باسمها، وقد عبثت مراكز الضغط اليهودي أمثال "الإيباك " و"ميمري" في الساحة الأمريكية وجرى تحويلها إلى مزراب يصب الخير كله في مستدمرة إسرائيل، ناهيك عن تحويل كافة المسؤولين الأمريكيين إلى حماة لمصالح مستدمرة إسرائيل وكأنهم إسرائيليون. وآخر أفلام الغدر الإسرائيلية لأمريكا قيام النتن ياهو بالتحالف مع الرئيس الأمريكي المنتخب أثناء حملته الانتخابية وضمان النجاح له لأن مستدمرة إسرائيل ترى أن عودة الديمقراطيين إلى الحكم أمر غير منطقي، وقال له في رسالة مكتوبة "لقد مللنا من سياسة الديمقراطيين وآن الأوان لإبعادهم عن الحلبة"، علما أن الإسرائيليين وأدواتهم في امريكا تجسسوا على الولايات المتحدة الأمريكية وسرقوا أسرارها وباعوها للصين التي تسعى حثيثا لتكون القوة الأعظم في العالم بدلا من امريكا. وفي الخضم لم يسلم الاتحاد الأوروبي من العبث الإسرائيلي، بل كان في عين الغدر الإسرائيلية لأنه حاول الضغط على مستدمرة إسرائيل للتوصل إلى حل يرضي الفلسطينيين، ولعب دور دافع الشيكات لتمويل ما يطلقون عليها زورا وقسرا " عملية السلام" وأنجزوا العديد من المؤسسات المهمة لإقامة الدولة الفلسطينية، وكان الطيران الإسرائيلي يقوم بهدم تلك المؤسسات فور الانتهاء منها في رسالة فجة لأوروبا قاطبة. وكما فعلت بأمريكا وورطتها في صراعات ومهدت لتفكيكها، ها هي ترسم ذات السيناريو للاتحاد الأوروبي وكانت البداية انسحاب بريطانيا وستتبعها فرنسا وألمانيا بعد تسلم اليمين الحكم فيهما. أما العرب فكان لهم نصيب الغضنفر من الغدر الإسرائيلي، فهم وكما هو معروف اول من رحب بالسيطرة اليهودية على فلسطين بحجة انهم مساكين وبعضهم اعتبرهم شركاء ضامنين لمستقبله. لقد هيأت الدول العربية كل أسباب الراحة لمستدمرة إسرائيل وقضت على مقاومة الشعب الفلسطيني، وامدت مستدمرة إسرائيل بكل أسباب القوة، وكان آخرها تبرعا عربيا من إحدى الدول العربية الكبرى بمبلغ 125 مليون دولار تعويضا للمستدمرين اليهود المتضررين من حرائق فلسطين المحتلة، وقامت صحيفة هآرتس قبل أيام بفضح الطابق في نسختها الإنجليزية وكشفت اسم المتبرع الكبير. لم ينقطع نهر الخير العربي عن مستدمرة إسرائيل حتى يومنا هذا، فالسادات المقبور وقع معها معاهدة كامب ديفيد أواخر سبعينيات القرن المنصرم، وقيادة منظمة التحرير وقعت معها اتفاقيات اوسلو بضغط من الدول العربية عام 1993، والأردن الرسمي وقع معاهدة وادي عربة عام 1994، فيما ترتبط العديد من لدول العربية بعلاقات سرية مع مستدمرة إسرائيل. تماما كما فعل الملك النعمان الأول للمهندس الروماني سنمار، فقد فعلت مستدمرة إسرائيل أسوأ من ذلك بكثير فرغم هذه المعاهدات والدعم السخي ومبادرة السلام العربية، فإن مستدمرة إسرائيل حكمت على الدول العربية جمعاء بالتقسيم والتفكيك، ووثقت رغبتها الشريرة بوثيقة " كيفونيم "التي أعلنتها في 13 حزيران 1982، وها هي تهدد الأردن الرسمي بطرح فكرة الدولة الفلسطينية في الأردن، ولهذا تداعيات لا داعي للخوض فيها. |
كان مطلب أمريكا تفاوض لنحصل بحد أقصى على دويلة عربية على 20% من فلسطين منزوعة سلاح وسيادة وأمن وإقتصاد تعترف بدولة يهودية قائمة على 80% من فلسطين وتقبل تبادل أراضي عليها مستوطنون بأراضي بها سكان عرب، ولكن بانطلاق إدارة جديدة للنظام العالمي أصبح المطلب تفاوض لنحصل بحد أقصى على مجمع كانتونات عربي على 10% من فلسطين منزوع سلاح وسيادة وأمن واقتصاد يعترف بدولة يهودية قائمة هي ومستوطنيها على 90% من فلسطين مع فتح مجال لتهجير عرب لمدن عربية وإسلامية وروسية وشرق أوروبية هجرت يهودها لفلسطين خلال قرن مضى
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة