facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




التلاقي والتماثل بين حزب الله والإخوان


عمر كلاب
13-02-2017 01:04 AM

لا يمكن تفسير العلاقة الاخوانية مع تركيا اردوغان بغير علاقة الحب من طرف واحد، وهذا النمط العلائقي نادر الحدوث في السياسة ويكشف عن عقلية مستلبة او عقلية باطنية مكشوف عن الاخوان حجابها وحدهم دون غيرهم، فكل المشهد التركي يشير علانية الى دولة علمانية تعتمد مصالحها اولا وتجذب فراشات الاقليم المنتشرة الى ضوئها الساطع كي تحترق الفراشات ويستمتع الباشا التركي ببخور الاشتعال وتدور عربته الاقليمية بسلاسة واقتدار.

كل مفاعيل السياسة التركية ومحركاتها تصنّف على انها معادية للمنهج الاخواني، فالدولة التركية ترتبط باعلى علاقة مع الكيان الصهيوني الذي يقع في اول تراتبية الاعداء على الاجندة الاخوانية المعلنة، والنظام الاجتماعي علماني وصلاحيات الرئيس التركي تلامس حواف الديكتورية، اسوة بكل قيادات الاقليم الاوسطي، ومع ذلك تنحني الهامات الاخوانية على البلاط السلطاني وتتنمر على غيره، وجاهزة لتبرير أي خطوة تركية وايجاد مخارج لها.

سلوك الجماعة الاخوانية حيال تركيا يتطابق حد التماثل مع سلوك حزب الله مع الجمهورية الايرانية وملاليها، مما يكشف ان ثيمة الاحزاب الدينية واحدة في الفهم العلائقي السياسي على غرار علاقات الحب التي لا يرى فيها الحبيب عوار حبيبه ولا يرى فيه أي سوء، فقيادة حزب الله تعيش نفس حالة العشق التي تعيشها قيادة الجماعة الاخوانية مع اختلاف العواصم وسبق ان عشقت القيادتان العاصمة نفسها قبل ان تنفتق علاقة الحب ويتمزق العاشق بين حبيبتين.

حزب الله لا يرى في طهران عيبا واحدا رغم استلاب الحقوق المدنية للمجتمع الايراني وفرض الملالي نظام حكم ديني عقيم رغم مناداة الحزب للديمقراطية والحرية في لبنان، وكذلك الجماعة الاخوانية تصدم مجتمعاتها كل يوم بضرورة الاحتشام وتطبيق الشريعة وتصمت على كل اشكال الانفتاح في انقرة وغيرها من المدن التركية وكأن طرفة الشيخ الذي كانت ابنته ترتدي الملابس القصيرة كونها تلبق لها حقيقة واقعة وليست طرفة نكائية المقاصد، فتركيا بلبقلها القصير كما يلبق لطهران العمامة.

مراقبة سلوك الاحزاب الدينية مع عواصم العشق يجب ان يزداد مجتمعيا ويجب ان تسعى كل مكونات المجتمع المدني الى كشف هذا التناقض وهذه العلاقة الاثيمة للاحزاب الدينية مع عواصم الرضا، حتى تحولت هذه الاحزاب الى مقرات غير معلنة لتلك العواصم محكومة بنظام صارم من الولاء والبيعة تحت اسم الدين وتفسيراته، وليس تحت أي اسم آخر، فكل حزب يزرع في وجدان وعقل اعضائه الحب والولاء لتلك العواصم وعلى نفس الثيمة الدينية او الجذر الديني، فالجماعة الاخوانية تبرر عشقها لتركيا كونها اخر عاصمة للخلافة الاسلامية وحزب الله اسقط كل الجغرافيا العربية من اجل مرجعية جاثمة على صدر قُم.

في هذه الاثناء تركض شخصيات اسلاموية الى المدن التركية من اجل عقد ملتقى عالمي من اجل حق العودة الى فلسطين في دولة ترتبط باعلى اشكال العاقة مع دولة الاحتلال الغاصب، وجثلّ هذه الشخصيات اما اخوانية او تدور في فلك الجماعة الاخوانية،وبالمقابل كل خطوة لحزب الله في لبنان وكل خطوة للاحزاب التي ترتبط بمرحعية قم تنتظر غمزة عين طهران للدخول في هذا المشروع السياسي او مقاومته حتى باتت العواصم العربية حدائق خلفية لطهران وانقرة ولا عزاء للعرب في عواصمهم الخالية من أي مشروع.

لن يكون مقبولا للعقل ان يكشف بعض المتحذلقين من انصار تلك العواصم مساحة الفروقات بين العاصمتين لأن التبعية لا تحتاج الى تبرير فقماش الكفن وقماش ثوب العرس من لون واحد والتبعية تحمل لون واحد واجندة غير محلية وهذا الامر يجب مواجهته والتصدي له من انصار الدولة المدنية والمجتمع المدني حتى لا يبقى الناس أسرى للوهم الكاذب بالاستقلال والحرية لأن التبعية لا تُنتج حرية مهما كان سقف وشروط التبعية.
omarkallab@yahoo،com

الدستور





  • 1 عمر الصمادي 13-02-2017 | 09:44 AM

    احسنت يا رجل


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :