تمكن من حل أزمة الأسواق المالية العالمية ، طبعا ، بعد أن أنهى كل مشاكل الجزائر الداخلية والإقليمية . ولذا يستحق أن يعدل الدستور للترشح مرة ثالثة .
والناخب الأميركي يتمنى لو تتاح له فرصة المشاركة في انتخاب عبد العزيز بوتفليقة مرة ثالثة بدلا من تبخر صوته بلا فائدة في انتخابات شكلية تهيمن عليها شركات النفط والسلاح التي تتحكم بأوباما وماكين وهما على جميع الأحوال عاجزان عن حل مشاكله .
والناخب الإسرائيلي على رغم ارتعاد فرائصه هلعا من بقاء بوتفليقة في السلطة إلا أنه يشعر بالحسرة لأنه ليس على وئام مع أمة تغير دساتيرها لبقاء قادتها . وما يعزيه أن جارهم محمود عباس يتهيأ أيضا للتمديد ودون تعديل الدستور . وهو مثل بوتفليقة يستحق التمديد ، طبعا بعد لقاء القاهرة ، الذي قد يقوم فيه بالإنجاز الأكبر ، وهو مصافحة خالد مشعل ، وسيتضاف المصافحة الى سجل إنجازاته التي لا يعرف غيرها وهي المصافحات التي توصف دائما بالتاريخية .
أنه عصر الهيمنة الأميركية التي لا تريد للشعوب أن تقول كلمتها ، ومتى قالت كلمتها ؟ عندما كانت الثنائية القطبية هل سمعنا صوت تلك الشعوب ؟ انهارت الأنظمة الشموليه في العالم ، بما فيها الأنظمة العميلة لأميركا . عندنا تبقى صامدة كالطود . لم تشاهد يوما دبابة أميركية ولا إسرائيلية تصوب فوهة مدفعها على مقر انتخابي . لكن شوهدت دبابات عربية كثيرا تمنع انتخابات وتلغي نتائجها . بدلا من التمديد للمرة الثالثة من الأفضل لبو تفليقة أن يراجع دور الجيش في بلاده ، فهو الذي ألغى المسار الانتخابي بعد اكتساح الجبهة الإسلامية للإنقاذ ، وهو ما كان سبب كل المصائب التي حلت بالجزائر وأريقت فيها دماء ما بين حمسين ومئة وخمسين ألفا في حرب أهلية لم تتوقف إلى اللحظة . ووهو المستفيد الأول من ارتفاع أسعار النفط التي يظهر خيرها على أبناء وذوي وأصدقاء الجنرالات ولا يحس بأثرها المواطن الجزائري . هذه شركات المال والسلاح التي تتحكم في الانتخابات لا الشركات الأميركية . أما محمود عباس فمن الأفضل له أن يعلن أنه الرئيس المنتهية ولايته ، ويضع العالم أمام مسؤولياته ويعري دولة الاحتلال : نحن شعب ممنوع من الانتخاب بحرية على أرضه . أكثر من ذلك عليه أن ينسف البناء الخاوي لمنظمة التحرير الفلسطينية ويعيد بناءها على أسس ديموقراطية على قاعدة " الانتخاب ما أمكن " .
هذا أفضل من المصافحات الفارغة التي لا يمل منها ، فالذي يجعله زعيما للشعب الفلسطيني هو الانتخاب الحر وصور المصافحات أمام الكاميرات لا تصنع زعماء ولا تحل مشاكل . عباس سيبقى رئيسا إلى أن يأخذ الله وداعته وكذلك بوتفليقة . وحتى نكون واقعيين على الشعوب العربية أن تناشدهم لغايات احترام الذوق العام أن يؤجلا حكاية التمديد إلى ما بعد الانتخابات الأميركية والإسرائيلية . حتى لا نحرج من المقارنة . وبعدها وعلى الساكت تتم عمليات التمديد . وهم ليسوا أول من فعلها ولا آخر من يفعلها . على العكس هما صريحان واضحان ولم يفعلوا مثل الرئيس اليمني عندما قال أنه لن يترشح ثم عاد عن كلامه . ومع أنهما بلغا من الكبر عتيا إلا أنهما لم يأخذا فرصتهما ويثبتا نفسيهما للأجيال الصاعدة . لهم الانتخابات ولنا القادة التاريخيون ، كما قال غسان كنفاني " عالم ليس لنا .