في الطريق إلى السماء؛ سمائك، ثمة من على مقربة يرقبك، ثمة من يحرص جيدا على انتقاء ما يليق بك من قمصان، فتراه يختار لك من ربطات العنق أرفعها، فعادة ما كنت تتناول قطعة البودغا واقفا حذر السماء من أن تسقط على حذائك، ولا ترضى بأن يقف النادل إلى جانبك وأنت تعد شؤون الكلام كلامك، فتراك تسارع بالاستئذان منه قائلا، " أنا إذا ما احتجت فوطة أخرى سرت إلى المغسلة تماما كما تسير القافلة ."
في الطريق إلى السماء؛ سمائك، ثمة من يحبك، ثمة من يراقب حاجتك إلى الكلام، فتراه كلما غبت عاد وكلما عدت غاب، لذلك تراه شديد الحرص على تبديل ملاءات السرير سريرك البيضاء بأخرى مثلها بيضاء ولا ينسى بيجامتك الزرقاء وكأني به يقول:
"
أعرف جيدا حاجتك إلى النوم عاريا بيد ان الأزرق الخفيف ليس سوى استعارة السماء من الأبيض الشفيف كلما زادت حاجة المهاجر من الغيم المسافر وكلما قلت حاجة المغامر من زهر الحدائق فوق أسوار الأزقة والمخانق. "
في الطريق إلى السماء؛ سمائك، ثمة من يعد لك النهار نهارك، النافذة المفتوحة على المشهد الأخير، جسر المشاة المعلق ما بين سماء زرقاء جيدة الشمس وسماء جيدة النوافذ وتصلح جدا لمقاعد الانتظار ما بين نقيضين .
في الطريق إلى السماء؛ سمائك ثمة من يعد لك النهار نهارك، زهرة الباستيل الوحيدة إلى جانب الجريدة وقصاصات الورق الزائد عن حاجة الكلام على شيء من المسافة الرحبة الظليلة حيث لا زال بالإمكان استرجاع الشيء الجيد من تفاصيل القصيدة العنيدة، عصفور القصب المغني فوق هامش الفكرة المستحيلة .
في الطريق إلى السماء؛ سمائك، ثمة من يعد لك النهار نهارك، وهو يعرف بأنك إذا ما خرجت عدت ميتا وعلى يد أنبل أصدقائك ...
في الطريق إلى السماء؛ سمائك، ثمة من يحرص على انتقاء ما يليق بك في غيابك، تفاحة حمراء على مسافة من ملاءات الحاضر البيضاء، فعادة ما كنت تتناول قطعة الخبز المحلاة واقفا حذر السماء من أن تقع على حذائك ولا ترضى بأن يقف النادل إلى جانبك وأنت تعد حقائب الكلام كلامك فتراك تسارعه بالاستئذان قائلا،
" هل لي ببعض الوقت، فأنا لا أستطيع الكلام جالسا وأحدهم واقفا مخافة أن تقع مناديل القنب من عبء الذهب. "
في الرواية عادة ما يموت الشاه جالسا؛ في الرواية غالبا ما يموت بائع الحديد واقفا ...