يجلسون في أحضاننا و ينتفون لحانا
عدنان الروسان
11-02-2017 09:45 PM
المنطق العبيط الذي نلحظه باستمرار لمن يدافعون عن كل سلطة ما دامت تضمن لهم كرسيا في مقهى النفوذ ، و عن كل إدارة صغيرة كانت أم كبيرة تضمن لهم مزادا هنا أو مناقصة هناك ، أو رشوة هنا أو سرقة هناك أنهم يتغطون دائما بالوطن و الوطنية و لا يكتفون باستغباء الناس الذين يظنونهم مقتنعين بوطنيتهم و انتمائهم اللاهوتي غير القابل للنقاش للوطن ، هؤلاء تكفيريون مفرطون في التطرف مسرفون في اللعن أقوالهم معربة و أفعالهم ملحنة ، و لا يمكن أن يتطابق الفعل و القول عندهم فالقول ما يرضي كبيرا عنده مصلحة و الفعل لا بأس و أن الحن و أغضب الدنيا و ما فيها و من فيها مادام يصل بهم إلى منصب و لو كان عند الله تافها ، يشبعوننا قرقعة و طقطقة من مسابحهم التي يأخذونها في حفلات الأعراس و الأفراح و الأتراح و غالبا ما تكون غالية الثمن من العقيق الهندي أو الزمرد اللازوردي ، و تستمر القرقعة و الطقطقة بينما هم يتحدثون عن غزواتهم و تضحياتهم في سبيل الوطن و عن بطولاتهم حينما كانوا في مناصبهم و عن الوطن الذي لولاهم لكان ضاع منذ دهر و نيف .
أولئك هم أعضاء حزب الولاء الكاذب ، الولاء الذي يعمل كهواتف الشوارع التي انقرضت و التي كنا نضع فيها عشرة قروش فتعمل و ما أن تنتهي العشرة قروش حتى تغلق سماعاتها و لو كنت في أقصى حاجة إليها ، و انقرضت الهواتف القديمة و ما يزال ديناصورات ولاء العشرة قروش أحياء يرزقون و لو كانوا على حواف قبورهم ، و كما أن " رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره " فرب معارض كالذي تتصيده الديناصورات لإغراء ذوي القوة به أكثر إخلاصا و وطنية من كل موالي العشرة قروش .
و إذا سمعتهم و رأيت ابتسامتهم ظننتهم ملائكة ، و إذا نظرت إليهم تعجبك أجسامهم ، " وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ " صدق الله العظيم ، هؤلاء التكفيريون باسم الولاء ، الكاذبون باسم الوطنية ، هؤلاء يشبهون " الثعلب الذي برز يوما في ثياب الواعظينا ، فمشى في الأرض يهذي و يسب الماكرينا لكن مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا ".
عمائم الولاء الكاذب داعشيون يريدون أن يخيفوننا من وطننا في الوقت الذي يقتاتون طول عمرهم على مناصبهم التي ندفع رواتبهم العالية من جيوبنا أي يجلسون في أحضاننا و ينتفون لحانا .
لا يضيرهم أن يتعفن الشباب على جوانب الطرق ، و أن ينتحر الشيوخ و الكهول و النساء من الفقر و الجوع ، و لا يضيرهم أن تزداد المديونية ، و لا يضيرهم خزينة الدولة المرهقة المثقلة بالديون و العجز فيمارسون مع من يمارس كل أنواع الدعس على كرامة هذا الشعب بل و يحرضون أصحاب السلطة و النفوذ على كل من يكتب كلمة حق لا يريد بها إلا وجه الله ، سقا الله أيام برامكة الرشيد فإنهم كانوا أنظف و أشرف و ألطف و أكثر إنسانية .
أيها الديناصورات الغبية ، انتم تسيئون للوطن ، تسيئون للشعب ، تسيئون لله ، أنتم من يعطي داعش كل المبررات و المسوغات كي تمتلك قلوب و عقول شبابنا ، انتم اللصوص لذي لا ينفع معكم مهادنة و لا مصالحة ، انتم الذين لوثتم الوطن ، أنتم الذين تختبئون وراء كلمتين عن الولاء و كلمتين من التفخيم و الترخيم للوطن و قادته الأمم لا تكبر بأمثالك و الشعوب لا تنتصر بمثل أفعالكم ، و الفقر لا يزول بمثل تدينكم الكاذب و صلواتكم المرائية إن كنتم تصلون ، و ملابسكم الفاخرة لا تستر عوراتكم المليئة بخيانة الوطن و أهله ، و عطوركم الفرنسية لا تحجب روائحكم النتنة ، و عرباتكم التي تدفعون أثمانها من دم الفقراء الأردنيين لا تجعلك تكبرون في عيون الفقراء.
ليس لنا فيكم أمل و لا رجاء فقد انقطعت أمالنا فيكم منذ زمن و ما ننتظره أن يؤول ولي الأمر إلى ما آل إليه فهمه و أمره و الذي صرح به و بان و قاله فأغضب الثعالب و الديناصورات فظن أنهم يمثلوننا و هم لا يفعلون فجاملهم ظنا منه أنه يجاملنا و ربما لم يعلم أننا معه فيما ذهب إليه و قال ، و أنه لو أطاح بهم لاشرأبت أعناقنا فخارا و بحت حناجرنا هتافا و لأقمنا الليل متهجدين ندعوا له بطول العمر و السلامة ، إنهم لا خلاق لهم ، إنهم يتكأكئون كما تتكأكأ الطيور على جيفة عند كل تغيير و تعديل و يجلسون منتظرين كأن على رؤوسهم الطير حتى ينفض سامر القوم و يرون الدخان الأبيض فينظرون إليه عسى أن تكون صورهم مرسومة فيه ، فإذا ما وجدوها دبجوا القصائد و المدائح و إلا صاروا متطرفين أصوليين داعشيين ، إنهم لا يعتمد عليهم و لا يمكن الاتكاء على حوائطهم فإنها لا أساس لها.
من كلام النبوة " إذا لم تستح فاصنع ما تشاء "...