سيدي جلالة الملك .. الشعب ينقرض !
أ.د. محمد الفرجات
11-02-2017 01:42 PM
سيدي جلالة الملك حفظكم الله تعالى ورعاكم، لكم يثلج الصدور سيدي حديثكم وتصريحكم بأنكم الأدرى بمعاناة وحاجة شعبكم المحب، ونؤكد على جهودكم القيمة على المستوى السياسي وجهود حماية الوطن على الجبهتين الداخلية والخارجية.
سيدي منذ أقل من نصف عقد وفي سبيل إنعاش الاقتصاد فقد وجهتم بإيجاد صندوق استثماري للأفراد والقطاع الخاص، ووجهتم بخطة عشرية لإنعاش الاقتصاد، ووجهتم بنتائج يلمسها الشعب، ووجهتم بالكثير ... ولكن أحدا لم يتابع، ومن يعهد إليه بملف لا ينجز منه شيئا يذكر، والأسباب لدى هؤلاء كثيرة؛ منها المقنع ومنها غير المقنع.
سيدي، وراء البطالة التي أفقدت شبابنا الأمل وزرعت فيهم الإحباط هنالك جيل فقير لا يستطيع الزواج، وهنالك فتيات هن بناتنا وأخواتنا وبنات عمنا وبنات خالاتنا وبنات عشائرنا وحاراتنا وقرانا ومدننا وبوادينا ومخيماتنا يفوت بهن قطار الزواج، ويتعدين سن الإنجاب الصحي، والنمو السكاني للعام الماضي في المملكة كان فيه انخفاض عن سابقاته من السنين، وتعد الزيادة السكانية من نواتج تدفق الأشقاء العرب طلبا لنعمة الأمن والاستقرار.
إن الهرم السكاني في توزيع الأعمار في المملكة يشهد تغيرا واضحا، فبينما كان الشباب هم الفئة العمرية الأكبر، بات سن الكهولة يسيطر، وهذا بحد ذاته ليس جيدا عند احتساب عوامل الأمن القومي وقوة الدولة الاقتصادية، والتحاليل الرياضية وتفسيراتها لها مختصوها في علم السكان وعلم الاجتماع والدراسات الاستشرافية والتخطيط الشمولي والاستراتيجي، وقد يثير مقالي فيهم الفضول للبحث في هذا السياق.
من لم يجرب المعاناة من مسؤولينا فلن يستطع أن يضع الحلول، إلا من رحم ربي، وبعض مسؤولينا همهم التكسب والعنجهية والبريستيج الكاذب والكبرياء وقتل الإبداع والقدرات في مؤسساتهم، وهم لا يعلمون أن الله تعالى غالب على أمره، وأنه بالمرصاد.
إذن فجلالة الملك حفظه الله تعالى ورعاه يعمل بجد وكد وبلا انقطاع ليكون الأردن في مقدمة دول العالم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، والأفضل رفاها، ولكن السوء والعثرة في بعض مسؤولينا (ولا نعمم)، والحلول سهلة وموجودة وممكنة، ولكن بعضهم (مسؤولينا) ما دام بخير فلا يهمه سوى نفسه، ويتباهون بالعمران والقصور والأملاك والسيارات الفارهة، ولم يبق سوى أن يقفزوا لمنصب أكبر لتحقيق نرجسيتهم.
اليوم وأمام نرجسية بعض المسؤولين ممن يعيقون ويمنعون تقدم مؤسساتهم ويقتلون فيها المبدعين، ودافعهم الحقد والغيرة والحسد وكيد ككيد النساء والاختباء وراء أشخاص متنفذين في جهات عليها أن تكون للوطن فقط، فاليوم النمو السكاني الفعلي بانحدار والهرم السكاني يتغير للأسوأ.