بين الفينة والاخرى تطرح الماكينة الاعلامية الاسرائيلية واخواتها «دويخة» جديدة أو لنقل كذبة كبيرة وبهدف تبديد الوقت والالهاء عن قضايا هامة ومصيرية تتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي..

فقد عشنا اكثر من عشرين عاما (دويخة) حل الدولين، وكادت الكذبة ان تصبح حقيقة عند كثير من الناس الفلسطينيين والاسرائيليين وغيرهم..الى ان اعلن للصحفيين ذات يوم منذ اشهر رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو وهو خارج على عجل من اجتماع بدار الرئاسة (انهاءه لحل الدولتين لانه اصبح شبه مستحيل الان متهما السلطة الفلسطينية بنشر الكراهية وهذه الظروف قد تطول وتمتد لاكثر من عشرين عاما وفق قوله.

في مكان اخر..

وفي واشنطن هذه المرة وتحديدا في شهر تشرين الثاني نوفمبر الماضي وفي خضم الدعاية لانتخابات الرئاسة الامريكية..اطلق المستشاران ديفيد فريدمان وجايسون جرينبلات للمرشح الجمهوري دونالند ترمب تصريحا او قل «دويخة» جديدة و باسمه قال فيها: «ساعترف بالقدس عاصمة ابدية لاسرائيل وزيادة المساعدات العسكرية لاسرائيل في حال فوزي.. كما سادعم مفاوضات مباشرة ومن دون شروط مسبقة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل..»

واعتبر هذا التصريح المفبرك لترمب بانه وعد منه لنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس بناء على اعلان اعترافه بالقدس عاصمة ابدية للشعب اليهودي ولم تقم الادارا ت الامريكية السابقة بمثل هذه الخطوة خشية تداعيا ت من عدة عواصم عربية في الشرق الاوسط..

وهدف هذا التصريح واضح هو كسب اصوات اليهود الامريكيين وغيرهم المؤيدين لاسرائيل لصالح ترمب امام منافسته الديمقراطية هيلاري كلنتون والتي لم تقم بمثل هذا التصريح الجريء يوما ما

بعد فوز ترامب ماذا حدث وحتى كتابتي هذه السطور..

لم ينف ترمب ولم يؤكد تصريحاته هذه.

بعد فوز ترمب لم تقم الحكومة الامريكية الجديدة بنقل سفارتها من تل ابيب الى القدس ولم تعد بتنفيذه فيما بعد.

لم يعلن نتنياهو او اي مسؤول اسرائيلي آخر غضبه او اشمئزازه من التصريحات الامريكية.

روبي رفلين رئيس الدولة العبرية يعلن القدس مدينة دينية للجميع..!

«دويخة» حل الدولين و»دويخة «نقل السفارة» توقفت..هل تنتظرون دويخات اخرى..؟!