مصطلح الأدب النسوي .. تمييز عنصري يهدر قيمة المرأة
سارة طالب السهيل
10-02-2017 11:26 PM
درج النقاد على وضع تصنيفات للحركات الأدبية لتيسير تحليل النصوص الأدبية، مثل تصنيف الأدب النسوي في مقابل الأدب الذكوري، رغم أن كلا مبدعيه؛ ذكرا او انثى ينتمي للكيان الإنساني الذي ينبض بالانفعالات والتجارب، والفيصل فيه هو الموهبة .
وقد تنجرف بعض كتابات المرأة نحو المفهوم الضيق للأدب عندما تتوقف تجربتها الأدبية على مخاطبة الرجل بعواطف مباشرة جياشة، دون ان تنفتح بخيالها وتجربتها نحو الفضاء الإنساني الرحب.
فتصنيف ما تبدعه المرأة من نصوص تحت مسمى الأدب النسائي قد يضيق مساحات إبداعها ويحدده في أطر ويعيدها من انفتاحها الإنساني الرحب إلى حريم سلطان، الأدب الذي يهمين عليه المبدعون الرجال.
وبرأيي، فان مصطلح الأدب النسوي الذي شاع في الغرب ينطلق من نظرة عنصرية يلغي كل جوانب ابداع المرأة ويحصرها فقط في محيط الأنوثة، رغم أن هذه الأنوثة هي جزء أصيل من ذات المرأة تضفي عليها بعضا من الخصوصية في الكتابة، ولكنها ليست كلها ذات المرأة المبدعة، فذات المرأة المبدعة مثل الأرض تنبت كل الزروع وانواع الزهور وعطورها المختلفة والمتنوعة في جمالها الآخذ.
وليس هناك عيبا في ان تبدع المرأة بنفس وحس وجداني أنثوي لان ذلك يمثل خصوصية تتمتع فيها المرأة بخصوبة المشاعر وفقا لفطرتها، بل ان نجاح الكاتبة في ان تبدع نصا بمذاق أنثوي فياض بالدلالات والتجارب الإنسانية يضفي على تجربتها الأدبية صدقا يمس القلوب والعقول معا.
نعم هناك مواقف وقصص تكون فيها الكاتبة أقدر على التعبير عن المرأة، كما يكون المبدع الرجل اكثر قدرة على التعبير عن عالم الرجال غير ان الكاتب يوسف إدريس برع في وصف عوالم النساء، كما برعت مي زيادة في اثبات قدراتها في تحدي هيمنة كتابات الرجل.
لكن القضايا الإنسانية واحدة يتفاعل بها الجنسان، وتظل لدى طرفي المعادلة بعض الخصوصيات، فبينما يبدو الرجل جريئا في البوح عن العاطفة والحب، نجد البوح لدى المرأة الشرقية يأخذ صيغا غير مباشرة ويغلفها العفة والخجل، لكنهما يكتبان معا وبنفس القدر من الموهبة عن حاجات الانسان فضاءات للحرية والعدل والرحمة.
في اعتقادي، انه من العته العقلي أن نجمد عقولنا وأرواحنا وقضايا واقعنا المعاصر الذي يتعرض لمتغيرات اجتماعية وفكرية ومعرفية يومية في فريزر المصطلحات والتي هي مجرد أداة من أدوات الفهم والتواصل النقدي والمعرفي، بينما التجارب الإنسانية للكتاب رجالا ونساء تفد من ينابيع الحياة المتجددة بمشكلاتها الثقافية والاجتماعية المتعددة.
فلا أتصور ان نحصر ابداع المرأة في اطار جنسها الانثوي في تمييز واضح يقلل من مشاركتها الفاعلة في تنوير المجتمعات، بينما تؤدي هذه المرأة الكاتبة ادوارا معرفية متنوعة ومتباينة المقاصد، تماما كتنوع وظائفها الكونية من طفلة تقرأ بعيونها سلام الملائكة، وكشابة يافعة تنطلق روحها بالأنوثة والعمل لإثبات ذاتها، وكزوجة تخلص في اسعاد زوجها وكأم هي المربية والأستاذ الاول لابنها الذكر.