اليوم النفط .. وبالامس الفلفل .. !
عودة عودة
08-02-2017 01:11 AM
من حقنا ان نتساءل: لماذا اختلفت طرائق الاستعماريين في معاملتهم للأمم والشعوب الخاضعة للاستعمار والاحتلال الاجنبي
فعندما اعلنت اليابان في العام 1945 استسلامها للجنرال الاميركي ماك آرثر وبعد ايام قليلة من قصف الاميركيين لمدينتي ناغازاكي وهيروشيما بقنبلتين ذريتين تجاوز المنتصرون: وحدة تراب الارخبيل الياباني والتمسك بالامبراطور والعلم والعادات والتقاليد واللغة اليابانية وان كانوا قد تخلوا عن المستعمرات اليابانية في المحيط الهادئ.
ووصف ماك آرثر طوكيو في تلك الايام والذي كان يعيش على ظهر المدمرة الاميركية ميسوري في ميناء طوكيو: حقاً، لقد ظل القانون والنظام مستتبين دون أي انهيار، فالموظفون الحكوميون استمروا في اداء اعمالهم المحددة على افضل وجه والمدرسون واصلوا تأدية مهمتهم في عملية التدريس والطلبة واظبوا في تحصيلهم للعلم فضلا عن محاولة كل مواطن ياباني التكيف مع الظروف الجديدة.
مثل آخر.. فعندما تفككت الدولة العثمانية اثناء مواجهتها الدول الاوروبية والتزامها في الحرب العالمية الاولى وتوقيعها معاهدة الاستسلام العام 1923 تجاوز المنتصرون وحدة آسيا الصغرى (الوطن الام للاتراك) كما تجاوزوا العلم واللغة والعادات والتقاليد التركية وان كان الاتراك قد ختخلوا عن مستعمراتهم خارج آسيا الصغرى وبالتحديد في آسيا وافريقيا العربية.
ونعرف ايضا: ان ايران اثناء خضوعها للنفوذ البريطاني والاميركي فيما بعد، كان المستعمر الذي جاء لنهب بترولها والاقتراب اكثر من حدود العدو السوفياتي يرفض مجبرا او مختارا الاقتراب من وحدة ارض فارس واللغة والعادات الفارسي.والتقاليد الفارسية وكذلك العلم الايراني
ومثل ذلك تماما حدث لفرنسا وايطاليا وبلجيكا ابان الاحتلال النازي لها اثناء الحرب العالمية الثانية حيث لم يقترب المحتل من الغاء جغرافية وتراب هذه البلدان وكذلك لغاتها وعاداتها واعلامها وعواصمها. وعندما تفكك الاتحاد السوفياتي اثر الحرب الباردة العام 1991 والتي انتهت بانتصار الغرب الرأسمالي عليه تجاوز المنتصرون التراب الروسي والعاصمة الروسية موسكو واللغة والعادات والتقاليد الروسية. اعرب.. والالمان طالهما سكين التقسيم الاستعماري للارض العربية والارض الالمانية، المانيا اصبحت دولتين شرقية وأخرى غربية وعاصمتين ايضا،
اما العرب فأصبحوا اكثر من عشرين دولة، لكن ألمانيا عادت العام 89 من القرن الماضي دولة واحدة وعاصمة واحدة هي برلين، اما العرب فيعانون من الفرقة والتمزق ووقوف الغرب الاستعماري في طريق وحدتهم وتحررهم لحماية اسرائيل ونهبهم للبترول والثروات العربية، نعم، استعمار غريب عجيب، وشاذ لبلادنا!