ترامب - اديلسون - نتنياهو !
رجا طلب
06-02-2017 01:48 AM
يعول نتنياهو كثيرا على لقائه المرتقب مع الرئيس الاميركي دوتالد ترامب في الخامس عشر من الشهر الجاري ، وبكل تاكيد خطط ويخطط لاظهار اللقاء ناجحا باي وسيلة ، فهذا اول لقاء رسمي داخل البيت الابيض لترامب مع مسؤول بهذا المستوى في العالم وتحديدا من الشرق الاوسط ، وهي صفة جهد نتنياهو منذ فترة طويلة للحصول عليها في اتصالاته المباشرة وغير المباشرة مع ترامب وادارة حملته الانتخابية وسارع لتثبيتها بعد فوزه بالانتخابات واليوم حصل عليها ويريد استثمارها بكل ما اوتي من قوة .
يعمل نتنياهو على استثمار دخوله الاستعراضي المبكر للبيت الابيض من اجل تحقيق هدفين اثنين وهما :
الاول : التغطية على فضائحه والاتهامات المتواترة له بالفساد هو وزوجته سارة نتنياهو ، وهي اتهامات قادت الجمهور الاسرائيلي للخروج بمظاهرات في وسط تل ابيب من اجل محاكمته على غرار ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق الذي مازال يقضي محكوميته في السجن بتهم فساد مماثلة لتهم نتنياهو .
الثاني : الرد على مجمل الانتقادات السياسية القاسية التي تلقاها على مدى السنوات الثلاث الاخيرة من فترة حكم اوباما والتي اتهمته بالاساءة للعلاقات التاريخية بين واشنطن وتل ابيب ولسان حاله « هاهي العلاقات تعود من جديدة سمن وعسل وبوتيرة افضل «
ولكن السؤال المهم هنا ، بماذا يستطيع نتنياهو اقناع الجمهور الاسرائيلي وبخاصة اليميني منه انه حقق انجازا تاريخيا في لقائه الاول مع ترامب ؟؟
الجواب هو فقط في الخروج من اللقاء مع ترامب باعلان في مؤتمر صحفي مشترك نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس الشرقية ، وهو امر يجرى العمل عليه بقوة من قبل قوى وشخصيات نافذة في العلاقة مع نتنياهو وترامب ومن ابرزها على الاطلاق شيلدون اديلسون الذي وصفته مجلة “ كاونتر بنتش” المجلة اليسارية الأميركية بانه « الحاكم الحقيقي لاسرائيل « فهو بمثابة « الاب « لنتنياهو منذ دخوله الحلبة السياسية في بداية التسعينيات من القرن الماضي ، وشيلدون اديلسون احد ابرز اغنياء العالم ويملك ثروة تقدر بـ 36 مليار دولار على اقل تقدير وله نفوذ واسع للغاية داخل الحزب الجمهوري الاميركي وتبنى و مبكرا نتنياهو كممثل له في اسرائيل ، وقدم خلال الحملة الانتخابات الرئاسية الاخيرة لترامب رغم عدم حاجة هذا الاخير للمال بالاضافة لصديقة « توماس بيكنز « الملقب بامبراطور صناعة النفط « مبلغا ماليا يقدر بـ 50 مليون دولار .
من المنغصات الكبرى التى تعترض هذا الاستعراض الذى بذل من اجله نتنياهو الجهد الكبير ، ذلك اللقاء الذي تم الخميس الماضي بين جلالة الملك عبد الله وترامب ، فقد شعر رئيس وزراء اسرائيل بان هذا اللقاء كان ضربة استباقية ضد اجندة لقائه مع الرئيس الاميركي وعطلت ان لم يكن الغت توجهات ترامب بخصوص نقل السفارة والسياسة الاستيطانية في القدس والضفة الغربية ، نتنياهو يعمل بكل قواه منذ ايام على صيغة تقال في المؤتمر الصحفي المشترك مع ترامب تبقي كل الخيارات مفتوحة لترامب ولا تغلق الباب بوجه طموحاته واهدافه المبتغاة من هذه الزيارة مثل « ان قرار نقل السفارة مازال قائما و ندرس الوقت المناسب لتنفيذه « ، او « ان القرار مازال قائما وندرس مدى خدمته لعملية السلام مع الاطراف المعنية « ، والصيغتان اللتان اقدر انهما في وارد « الطرفين الاسرائيلي والاميركي « هما مؤشران واضحان على العجز الاميركي بالقيام بمغامرة يمكن وصفها بالتاريخية والقاتلة .
دونالد ترامب اختار العرب على غرار الجمهوريين تاريخيا ، واختار ايضا وكما يبدو معادلة عدم تغليب العامل العربي على العامل الاسرائيلي طالما ان لا حرب قائمة بين الجانبين وان السلام هو مشروع مفتوح الابواب على كل الاحتمالات ....
Rajatalab5@gmail.com
الرأي