في نهاية المطاف من يفوز هو القانون ومرجعيته الدستور , وهذا هو إلتزام كررت هذه الحكومة ورئيسها أكثر من مرة وفي أكثر من موقف تعهدها التمسك به ليس كخيار بل كمبدأ .
هذا ما حدث في إجتماع هام ترأسه رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي خصص لمناقشة حقوق المعاينة والرقابة وعوائد الرسوم لمسلخ الأمانة الجديد , فالحسم فيها كان لصالح القانون والمؤسسات الدستورية , وليس للشركة التي ستفوز في عطاء بناء و تشغيل وإعادة الملكية للمسلخ .
سبق وأن أثرنا هذه النقطة في مقال سابق وردت أمانة عمان لتوضيح ما هو واضح لكنها لم تطرق في ردها الى عقدة العطاء وهي حقوق المعاينة والرقابة على اللحوم وما يترتب عليها من رسوم وعوائد وهي من حق الأمانة ومؤسسة الغذاء والدواء .
ما تريده الشركات في شروط طرح العطاء هو حق تقاضي الرسوم لإنجاح المشروع لكن الهدف هو إسترداد إستثماراتها خلال أقل مدة ممكنة والبدء بتحقيق الأرباح خلال فترة التعاقد مع الأمانة ومدتها 25 عاما قبل تسليمها المسلخ , وهي بذلك تتجاهل حقوق الخزينة لكن الأهم سحب حقوق مؤسسات الرقابة الدستورية بما يرتب حالة من تشابك وتقاطع المصالح في مسألة حساسة وهي إجازة صلاحية اللحوم من ناحية السلامة العامة والشروط الصحية .
رئيس الوزراء كما نقل الى كاتب هذا المقال كان حاسما بإتجاه الإلتزام بالقانون وإحترام المؤسسات الدستورية صاحبة الحق في الرقابة وصاحبة الحق في تحصيل الرسوم وهي كما سبق وأن أشرت ولا زلت أؤكد أنها ستتجاوز 22 مليون دينار خلال سنة ونصف بالنظر الى كميات وأوزان وأنواع اللحوم الحمراء والبيضاء التي يتعامل معها المسلخ وبمقدار الرسم المفروض على كل طن .
بين يدي مراسلات كثيرة ومخاطبات تشترك فيها كل الوزارات والمؤسسات المعنية في الموضوع , وفيها تقف أمانة عمان في جهة بينما تقف كل مؤسسات الدولة في الجهة المعاكسة وبيدها سلاح القانون الواضح والحاسم سلفا لهذه المسألة .
لا يكاد يمر يوم دون أن تخرج فيه الصحف بعناوين أخبار إتلافات للحوم وأغذية فاسدة بآلاف الأطنان , يسعى بعض التجار الى تمريره للأسواق , فكيف يمكن ضمان سلامة الغذاء وتحديد المسؤوليات لو سحبت هذه المهمة من المؤسسات الرسمية المسؤولة عنها .
لا جدال في أهمية إيجاد مسلخ بديل للحالي لكن لماذا تلجأ أمانة عمان الى بناء مسلخ جديد وفي المملكة 9 مسالخ قائمة يديرها القطاع الخاص , إثنان منهما غير عاملين , بإمكان أمانة عمان إعادة تأهيل هذه المسالخ وتشغيلها وتملكها بكلف أقل مما سيحتاجه المسلخ الجديد .
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي