يتحدث البعض عن اصطدام حتمي مؤجل، وهل من الممكن تفاديه.. ويسهب آخرون في ترويج فكرة ليست غريبة بقدر ما هي موغلة في التفاهة والإسفاف..
في الوقت الذي نسمع ونقرأ فيه الكثير من الأخبار والتصريحات التي لا تسرّ ولا تضرّ..!!
الفوضى ليست في الكلمة، وإنما في الفكر، التلوث الفكري لم يعد مجرد خلط ما بين نظريات أقصى اليمين وفلسفات أقصى اليسار، وتلفيقات وسط الوسط..
المسألة تتعدى هذا كله إلى تلوث منظم باتت تشهده أوساط وتجمعات نطلق عليها ظلماً أوساطاً بشرية تتعامل مع الآخر كما لو كان عبداً مملوكاً ممتهناً قذراً..!!
وعندما تصبح الثنائيات المتناقضة شيئاً واحداً في منظومة حياتنا فإننا نقتل كل فرص الإبداع، وتسود أجواء التلوث المختلط، وتصبح لحظة الاصطدام "المؤجل" على الأبواب، وإنْ كان ثمة دائماً فرص كثيرة للمراجعة، ولكي تساق من خلالها الحجج والمسوغات، لكن هذه الفرص تتلاشى مع دقات الاصطدام الأولى وهي تضغط بعنف على أعصاب المتعبين الذين لم يعودوا قادرين على الإمساك بالأفكار المهترئة تحت وطأة معاناة قاسية من ضبابية التلوث وعتمة التزلف، فيهرعون إلى العصي والسكاكين لا ليحموا أنفسهم من انتهاكات الآخر، وإنما لكي يرفعوا عن أنفسهم بعض الضغوط، ويخففوا عنها بعض آلالام وهم يرون ويعيشون مشاهد التناقض والإسفاف وهي تنتقل من مستوى إلى مستوىً أعلى، فيتفرجون ويضحكون ويبكون...
و "ينفجرون"..