إن حكمة وحنكة جلالة الملك حفظه الله ونهج الاعتدال الذي سار عليه منذ توليه سلطاته الدستورية وموقفه الرافض لزج الاردن في أتون الصراعات الاقليمية، أدت جميعها لوضع الاردن في هذه المكانة المحترمة عالميا. ورغم تداول السلطة بين الحزبين الجمهموري والديمقراطي الامريكيين خلال العقدين السابقين من الزمن، إلا أن مكانة الاردن لا زالت كما هي في نظر قيادة دولة عظمى كأمريكا. تصريح الرئيس الامريكي الجديد (دونالد ترامب - الذي لم يمض أكثر من عشرة أيام على توليه مهام الرئاسة) خلال اللقاء الذي جرى مع جلالة الملك يوم الخميس الماضي، بالتزام أمريكا بالحفاظ على أمن الاردن واستقراره وتعزيز ازدهاره، ما كان ليصدر عن الرئيس ترامب لولا الاحترام الذي يحظى به جلالة الملك لدى الادارات الامريكية المتعاقبة ولولا حكمة وحنكة جلالته واعتدال سياسته ودوره في التصدي للارهاب ولخوارج العصر.
إنها الصفات ذاتها التي فتحت لجلالة الملك أبواب الرئيس الروسي وابواب حكام أوروبا كلها.
صحيح أننا لا نملك النفط والغاز غير أن لدينا ما هو أثمن من ذلك بكثير. فجلالة الملك هو ثروتنا الحقيقية التي نحسد عليها.
ألم تكن ليبيا دولة نفطية؟ ألم تكن سوريا دولة إكتفاء ذاتي؟ ألم يكن العراق دولة نفطية ثرية؟ لننظر ما حالها اليوم. إن الثروة الحقيقية هي حكمة القيادة وحنكتها واعتدالها وتسامحها وأصرارها على الدور القيادي في الساحة العالمية بما يحقق المصالح الاردنية.
صحيح أن هناك أخطاء ارتكبتها وترتكبها الادارات الحكومية ولكن مسيرة الاصلاح مستمرة، وأبواب النقد المنضبط البناء مفتوحة للجميع.
نتائج لقاء جلالة الملك بالرئيس الامريكي الجديد، زادتنا استبشاراً بالخير، فإستبشروا خيراً .