ترامب وسر العمليات التلفزيونيه
أ.د. سعد ابو دية
04-02-2017 07:47 PM
يسالني كثيرون عن رأيي في ترامب وماذا وراء الرجل وفي الماضي القريب سالوني هل ينجح وبعد عملية اليمن وبعد اسبوعين من توليه الرئاسة استمرت الاسئله وارجوان ابين لقرائي في عمون معلومات هامه مفيده
اولا : ان الرئيس الاميركي ياتي دائما من الواسب (WASP) اختصار ابيض وانجلوساكسون وبروتسانت لكن كنيدي كان كاثويكي وقتل هو واخيه المرشح االقوي للرئاسه وذهب دمهم هدرا بين االمتامرين وهناك في الولايات المتحده مدرسه تطبخ وتعد للقادم من الايام ويعرفها جيدا االاخوه في مصر وكتبوا عنها وهي المدرسه الشرقيه الموجوده في منطقة الجامعات هارفارد وييل وحيث يرتكز النفوذ المالي والسياسي والثقافي.
ثانيا: هذا الرئيس له دور استراتيجي ودور تكتيكي الدور التكتيكي هو بسيط وموقت حتى ياتي الدور الاستراتيجي الذي بدا فعلا بهدوء ولكن الضجه هذه عن اللاجئين وايران وغيره هي مقصوده وصاحبت تغيير الدور اذ ان الولايات المتحده تركت لروسيا انهاء الازمه في سوريا وطبعا بدلا من ان يتحدث العالم عن فشل اميركي في سوريا فان الضجه لابد ان تقوم ولابد ان يظهر من يسوق اميركا كصانعه لاخبار العالم .
ثالثا: وفي هذا السياق تسرع ترامب في عملية اليمن وهي عملية تلفزيونيه واعني بالعمليات التلفزيونيه العمليات الاعلاميه تكون للتلفزيون والاعلام ورد الاعتبار والخطأ الذي وقع فيه ترامب ان الفيديو الذي برر عملية اليمن قبل اسبوع فيديو يعود لعام 2007 وكشف ذلك جيم سيكوتو من سي ان ان الد خصوم ترامب الاعلاميين
رابعا: اعادت عملية اليمن لخاطري عمليه غزو غرينادا قام بها الرئيس الجمهوري ريغان وهو مثل ترامب بحث عن عملية تلفزيونيه تغطي خسائر اميركا في لبنان وتغطي دعم الاتحاد السوفياتي غير المحدود لسوريا اذا ان فشل المحادثات بخصوص الصواريخ في وسط اوروبا دفعت موسكو نحو دعم غير متناهي للاسد وعوضته عن خسائره في لبنان وفي هذه الدربكه وغرور اسرائيل دخلت ايران بصمت وهكذا اخترقت ايران المنطقه واصبحت لاعبا رئيسيا منذ ذلك الوقت وعززت موسكو حضورها بقياده رجل الكي جي بي اندروبوف الذي بنى علاقه قويه مع حافظ الاسد ووقعت موسكو اخطر معاهدتين مع سوريا الاولى حماية القوات السوريه داخل الاراضي السوريه ثم لاحقا بعد خسارة سوريا للحرب الجويه مع اسرائيل في لبنان ظهرت معاهده حماية القوات السوريه داخل الاراضي اللبنانيه ولقد يستغرب القراء انني قرات عن المعاهده في مكان غير متوقع اذ نشرت صحيفة اخبار الاسبوع الاردنيه لصاحبها عبد الحفيظ الزبن شيئا عن الضربه الثانيه السوفياتيه اذا مافكرت اسرائيل بالاعتداء على سوريا .ظل الجيش السوري في لبنان حتى عام 2005 عندما قتل الحريري وبعدها ظنت اسرائيل انها سوف تروض خصومها في لبنان من جديد في وقت كان الاميركيون في العراق يترنحون من وطأة المقاومه ولكن اللبنانيون استوعبوا التقنيه الاسرائيليه بكفاءة.
خامسا: في السياسه هناك احتمالات وليس توقعات ستحصل مائة بالمئه وعلى هذا الاساس اقول ان ترامب سيظل يثير الضجه على امور مثل التي تراها لفتره وسيوجل التعامل مع الملف السوري لفتره وظروف اخرى مثلما فعلت اميركا وبريطانيا مع مصر عام 1956 اذا تركوا عبد الناصر وخططوا لاضعافه على المدى البعيد وزرعوا في نفسه وهما انهم يحسبون حسابه وليسمح لي القراء ان اقول انهم يمثلون باحتراف ساعطي مثلا كانوا يتجنبون استفزازه وفي مره زار الحسين رحمه الله الولايات المتحده عام 1959 وظلت وسائل الاعلام الاميركيه تردد ان الزياره غير رسميه لان عبد الناصر شعر بالزهو بعد ان اتحد مع سوريا فعلا كانوا يتقنون التمثيل وخططوا للانفصال وحرب اليمن وتورط عبد الناصر وترك اليمن مثخنا بالجراح واجهزوا على باقي قوته في حرب 1967 ولقد حاولوا استغلال حرب اليمن الحديثه بعد ان ظهر ان الازمة السوريه لن تحل ببساطه.
وسادسا: اذا كانت الاحتمالات دقيقه ستيمم الولايات المتحده وجهها شطر جهة اخرى وهذه مهمة الرئيس الاميركي الجديد و الباقي ضجه ستظل تسمعها لاشهر حتى يبدا الجد في امور اخرى بعيده عنها وعنا وسيوضع الملف السوري على الرف موقتا بالنسبة للولايات المتحدة.