facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ترامب وإيران: المعادلة المعقدة !


د.احمد القطامين
04-02-2017 06:51 PM

حديث العهد بلعبة السياسة، يلقي الرئيس الامريكي الكلام على عواهنه، ثم يعود في وقت لاحق لتنعيم تصريحاته السابقة في محاولة لتخفيف تداعياتها. اثناء حملته الانتخابية اكثر المرشح الرئاسي دونالد ترامب من الحديث عن امتعاضه العميق من الاتفاق الدولي مع ايران حول ملفها النووي، لكنه لم يصل في اي من تلك التصريحات الى الوعد بإلغائه عندما يصبح فعليا في البيت الابيض.

قد يكون السبب في ذلك، انه يعلم ان الاتفاق لم يكن فقط بين امريكا وايران انما كان اتفاقا بين 5+1)) اي ايران في طرف والدول الكبرى الخمس في الطرف الاخر، وقد بادرت هذه الدول في الاسابيع الماضية الى الاعلان عن انها لا تتفق مع الرئيس ترامب في تحفظاته تلك.

ترامب ايضا يعلم ان هذا الاتفاق يعد الطريقة الوحيدة المتاحة من الان لعشر سنين قادمة على الاقل لضمان ان ايران لن تصل في مسعاها النووي الى مرحلة انتاج القنبلة النووية، التي ان تمت ستقود الى إعادة جذرية لترتيب اوضاع اللعبة الاستراتيجية في المنطقة التي رتبت بطريقة تضمن تفوقا اسرائيليا لا يمكن مجاراته على كافة الاصعدة وضعفا عربيا واسلاميا غير قابل للتغيير على الاقل في المدى المنظور. 

اذن، لماذا كل هذا الحديث المشبع بالتهديد من ادارة ترامب ضد ايران، ولماذا ايران تبدو غير عابئة كثيرا بتلك التهديدات الى درجة ان الناطق باسم الحكومة الايرانية قال في رده على التهديدات الامريكية: انصح ترامب ان يخرج اولا من الحالة التي هو فيها وان "يحاول التوقف عن جعل نفسه ألعوبة مسلية".

ايران، كما تشير المعطيات الجيو– استراتيجية لم تعد دولة منفردة تعتمد فقط على عناصر القوة الخاصة بها، بل اصبحت جزءا من تحالف استراتيجي ضخم يتموضع على بقعة جغرافية تمتد عبر خط يمتد من البحر الاسود حيث روسيا ويعبر ايران والعراق وسوريا الى ان يتوقف على شواطئ البحر الابيض المتوسط اللبنانية. 

هذا التحالف يمتلك عوامل قوة استراتيجية هائلة، حيث يحيط من الشمال والشرق بمنابع النفط العربية في الخليج ويحكم سيطرة كاملة على مضيق هرمز الاستراتيجي الذي اذا أغلق سيحدث كارثة كبرى وحالة من الارتباك الاقتصادي في العالم على امتداده ويلحق اضرارا بالغة في الاقتصاد العالمي.

كما ان هذا التحالف يمتلك نقطة قوة اخرى وهي التماس الحدودي مع اسرائيل من جبهتي الجولان السورية وجنوب لبنان حيث حزب الله والقدرات الصاروخية غير المسبوقة التي هي حديث وسائل الاعلام ومراكز البحوث في اسرائيل هذه الايام. وهذه النقطة بالذات تتيح لهذا التحالف ان يسخن جبهة التماس مع اسرائيل في حالة تطلب الامر التأثير على السياسات الامريكية والغربية في المنطقة، كحالة الاعتداء عسكريا على إيران مثلا.

اذن من غير المحتمل ان تصل العلاقة الامريكية الايرانية الى مرحلة الصدام العسكري بالرغم من توظيف اسرائيل لكل ادوات الضغط لصالح تحقيق هذه الامنية ذات الاولية الكبرى في السياسة الإسرائيلية في هذه المرحلة، والارجح ان يتم الاعلان عن عقوبات اقتصادية لا غير.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :