facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الذئب للشعب وساندريلا للحكومة


عمر كلاب
04-02-2017 02:28 PM

في الموروث القصصي تحتل السندريلا وسهرتها مساحة واسعة من الحضور في الخيال الشعبي حدّ تحويلها الى أفلام سينمائية، وباتت السندريلا حلما ترسمه الخيالات الذكورية والانثوية على حد سواء مع اختلاف المقاصد ، ولعل جميع الاجيال تعرف قصة الفتاة التي تعرضت لظلم زوجة الاب وهربت ذات ليلة من بيت ابيها لحضور حفلة انتهت بزواجها من احد الاثرياء وانتقالها الى خانة الغنى ، وحظيت الساندريلا بالتعاطف الشعبي من خلال انحياز السَردية اللغوية اليها ، بحكم انها تعيش ظروفا قاسية وسط بيئة معادية مع بنات زوجة الأب القبيحات مظهرا وسلوكا ، وانحياز لغة السرد او تواطؤ لغة السرد معها فمنحت السندريلا حضورا ايجابيا ، رغم ان تفكيك القصة بالمعيار الاجتماعي يحمل ادانة لهذه الفتاة التي تسللت ليلا من بيت ابيها الى سهرة ثرية فخدمها الحظ او كافأتها الظروف بزواج سريع وسعيد .

على الضفة الاخرى من موروث الحَكايا ، تقف قصة الفتاة البريئة ليلى مع الذئب الماكر الذي قضم لحمها الطرّي وهي في مهمة انسانية جليلة ، حيث خرجت ليلى من بيت ابيها حاملة الطعام لجدتها المُسنّة كما تقول الحكاية ، لكن السَرد في ظروف ليلى انحاز الى الذئب بدل انحيازه الى ليلى ، وكان انحياز السرد الى اثبات ان الذئب ماكر وان السير في الغابة يجلب الموت وتغافلت السردية عن موت ليلى وهي تقوم بمهمة جليلة ، ولم يتعرض احد الرواة او الحكائين الى دور الحظ في المعادلة ولم يتعرض احد لإدانة الفتاة التي خرجت ليلا الى سهرة الاثرياء كما اسقط الرواة الاشادة بمهمة ليلى التي عاندها الحظ ووقفت الصدفة ضدّها ، فنجح السرد في تعظيم قيمة الذئب الماكر على حساب مهمة ليلى الانسانية ، وربما ذلك مرده الى الخوف من تردد الاحفاد عن مساعدة الجدات .

السرد وطريقته هو البطل الحقيقي في القصتين ، فهو تواطأ مع السندريلا رغم مخالفتها للمعايير الاجتماعية ومنح الذئب الحضور الابرز حتى بات هو البطل وليس ليلى ، وجرى القفز عن تحليل مضمون القصتين ، الى ان غافلتنا الحكومات بسردية متصلة عن ضرورة شد الاحزمة وضرورة دعم الموازنات من جيوبنا الفقيرة حتى كسرنا جِرارنا من اجل ان تسند الحكومة زيرها لتشرب هي الماء العذب ونشرب نحن الماء الحار لزيادة عطشنا ، ونجح الرواة الحكوميون في ممارسة الحكاية وروايتها بنفس منسوب الغزارة في قصة السندريلا التي خالفت كل المعايير الاجتماعية وحظيت بالتعاطف والقبول ، وتم السكوت او التواطؤ على ليلى وحظها العاثر رغم نُبل مقاصدها ، وكأن العمل الجيد لا يحظى بالحظ الجيد او الدعم اللازم .

منذ عقود وحكوماتنا تمارس دور السندريلا ، تسهر ليلا مع المترفين وتعيش معهم ولهم، وتحظى بدعمهم وتأييد غِناهم ، ونعيش نحن مع الذئب السارح على شكل ضرائب وغرامات ورسوم ، فبات الذئب والسندريلا هم الابطال وباتت ليلى ونحن معها على هامش الحكاية او مجرد سند لاستكمال مشروع ثراء السندريلا وتسمين الذئب وضمان معيشته الرغيدة ، فكل الرواة على اختلاف مشاربهم ومنابتهم يسارعون الى تكريس رواية السندريلا بضرورة ان تجتاز الموازنة ازمتها الخانقة على طريقة السندريلا وليس على طريقة ليلى ، فالأصل ان تنقلب نهاية الروايتين بحيث تتم معاقبة السندريلا على كسرها المعيار الاجتماعي وان تنجو ليلى بطعام جدتها وتتم مكافأتها لشجاعتها في التصدي للذئب، لكن الرواية السائدة منذ عقود هي نجاة الذئب بفعلته وزواج السندريلا من الثري الجميل ، ونحن بانتظار الراوي ليقول كلمة الفصل ويعيد الامور الى نصابها .





  • 1 السفير الدكتور موفق العجلوني 04-02-2017 | 08:34 PM

    لا اعتقد ان الراوي يا سيدي سيعيد الأمور الى نصابها ، و خاصة ان الذىاب كثر و القرية / الغابة مليئة بالوحوش .

  • 2 تيسير خرما 05-02-2017 | 08:50 AM

    عالمياً مساحة الأردن لا تتجاوز مساحة محافظة عاصمة وعدد سكانه لا يتجاوز عدد سكان مدينة ويستوجب ذلك تحجيم هيكل تنظيمي الحكومة وتقليل عدد مستوياته وعديده عمودياً وأفقياً واقتصار على تنظيم وترخيص بكل مجال باستثناء أجهزة أمنية، ومضاعفة مسؤوليات قطاع خاص بكل مجال خاصةً صحة وتربية وتعليم وعمل ومواصلات ونقل وبالتالي تخفيض ميزانية حكومة ووحدات حكومية مستقلة إلى الربع وتحويل جميع متقاعدي حكومة إلى ضمان اجتماعي وتخفيض ضرائب ورسوم وجمارك إلى الربع وتحميل فئات القطاع الخاص سداد المديونية وفوائدها كل حسب حجمه


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :