الملك .. زيارات مهمة ونتائج مبشرة
إسلام العثامنة
04-02-2017 03:48 AM
الأسبوع الماضي يعد سياسيا بامتياز فبعد (تربع)ادارة جديدة على سدة الحكم في الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترامب، الذي يعد حالة سياسية يصعب فك رموزها لدى الكثيرين.. وفي خطوة سريعة ونبيهة قام الملك عبدالله الثاني بعقد سلسلة زيارات عالمية يمكن وصفها "بالمهمة" للعلاقات الأردنية الدولية.
ترامب الذي اثار حالة من الفوضى في السياسة الأمريكية.. اشار عدة مرات "بشكل غير مباشر" انه معادٍ للإسلام، ومنع سفر العديد من رعايا الدول العربية الى امريكا.. ويبدو ان فكرة ترامب للإسلام استندت على ما تبثه قناة فوكس الإخبارية والتي بحسب ما هو معروف أنها القناة الوحيدة المتابعة على شاشة البيت الأبيض اليوم.
الملك عبدالله (مطلق) رسالة عمان السمحة والمعروف بدوره العالمي لنشر السلام ورسالة الإسلام توجه الى الولايات المتحدة للاجتماع بالرئيس ترامب لتجنيب المنطقة اي ارتجاجات سياسية هي في غنى عنها اليوم، ولكبح جماح ترامب الذي ما زال ثملاً بنجاحه في الانتخاب الأخيرة.
في خطوة سابقة من لقاء ترامب قام الملك بعقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لقاء بوتين وبعيداً عن اهميته للمنطقة والعلاقات الأردنية- الروسية، يحمل أهمية اخرى ورسالة غير مباشرة لترامب..فمن المعلوم ان عقلية الرئيس الأمريكي ليست سياسية انيقة وردة فعله غير متوقعة.. خطوة الملك بزيارة بوتين الذي يكن له ترامب نوعاً من الاحترام كانت كافية لجذب انتباه الرئيس الملياردير الى الدور الأردني واهميته في المنطقة كحليف استراتيجي ولاعب رئيسي...واشارة واضحة ان الأردن يؤخذ على محمل الجد.
وعليه وبعد زيارة روسيا حل الملك في واشنطن، اجرى سلسلة مشاورات ولقاءات واجتماعات مع عدد كبير من السياسيين واصحاب القرار في "الكابيتول" و"البيت الأبيض" وفي نهاية رحلته التقى جلالته الرئيس ترامب في لقاء قصير اعتبر بحسب محللين كافياً لتغيير النهج الترامبي.
ذلك أنه و بعد ساعات من لقاء الملك - ترامب وفي خطوة مفاجئة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية- بحسب وصف النيويورك تايمز- قام البيت الأبيض بتوجيه تحذير الى اسرائيل مطالباً اياها بعدم التوسع في بناء المستوطنات معتبراً أن الاستيطان الإسرائيلي الجديد "قد لا يكون عاملا مساعدا" للسلام. في خطوة واضحة ان البيت الأبيض خرق التصاريح السابقة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في موضوع بناء المستوطنات الإسرائيلية.
لا يمكن الجزم بمستقبل يجلس فيه ترامب بالمكتب البيضاوي، لكن يمكن التأكد ان الأردن بحكمة مليكه الهاشمي قادر على استيعاب التقلبات السياسية في العالم، وأسبوع الزيارات الفائت والنتائج المبشرة التي حملها دليل على ان الأردن ما زال لاعباً مهماً في الساحة السياسية.