ساعة بقرب الأمير .. رعد بن زيد : لن أسامح الخونة
سمير الحياري
02-02-2017 01:41 PM
عمون - حاوره : سمير الحياري – لا يعقل أن تتاح لك فرصة لقاء الأمير رعد بن زيد وتتحدث معه عن ذوي الاحتياجات الخاصة ورياضاتهم مع بالغ الأهمية والاحترام، ولا تتحدث معه عن العراق والأردن والهاشميين وهو شاهد العصر الهاشمي والوريث الراعي غير المتوج لعرش العراق الذي ضاع؛ كما يقول لـ عمون بـ"خيانة لن يسامحها".. ولن ينساها بالتأكيد..
لملمت ذاكرتي عن الأمين الأول للملك الراحل الحسين بن طلال ووزير بلاطه وكبير أمنائه وزميل كليته برفقة الزميلة الأنشط دعاء الطويسي واتجهنا معا نحو مكتبه المتواضع في المدينة الرياضية قبالة عرجان وبدأنا الحكاية من آخرها حينما غادر منصب "كبير الأمناء" بموجب الإرادة الملكية، بعد نحو أربعين عاما من تسلمه مهام المسؤولية، ليخلفه سمو الأمير هاشم بن الحسين ..يقول الأمير سأبقى الجندي المخلص للوطن ولجلالة الملك .. مشيدا في الوقت ذاته بسمو الأمير هاشم.
ويقول عن تجربته في الديوان الملكي أنه جيء به من لندن تلبية لدعوة من الملك الراحل الحسين عام 1961 إبان حكومة بهجت التلهوني، وعينه أمينا أولا لجلالته حتى نقل إلى مؤسسة رعاية الشباب، ومن ثم وزيرا للبلاط ومن بعدها كبيرا للأمناء.
بدت على ملامح الأمير علامات السن وهموم العمر الطويل .. لكنه حينما تحدث عن العراق فثمة أمر جلل هزّ فيه ذكريات العرش والخيانة، وراح سارحا، وفي عينيه غصة ولا نقول دمعة حزن.
يقول الأمير إن طفولته كانت مؤلمة خاصة من الأربعينيات إلى الخمسينيات وهي فترة قضاها مع الملك فيصل ويتحدث بألم عن الطريقة التي تم فيها قتله... مع نظرة من فوق عدسات عينيه !
يلفت أبو زيد إلى أن فقدان الملك فيصل شكل جرحا عميقا في حياته وذاكرته "لم يندمل للآن".. ويصف الحدث حرفيا " لقد غص قلبي ولن أسامح الخونة " .. "لو كنت في البلاد وقتذاك لكنت في عداد القتلى ومصيري مثلهم".. وكذلك والدي الذي كان في لندن سفيرا لبلاده، اذ كان الأمير في إيطاليا.
ويضيف: كان والدي يعتقد أن أحزاب المعارضة لا تضمر خيرا لنا وتهدد دوما بإسقاط النظام وصار ما أرادوا.. وبحزن يقول "انها الخيانة".. فالملك فيصل رغم كل ما تقرأ وتسمع كان محبوبا، وقسوة مقتله أثرت في نفسي كثيراً" ..
ويضيف "الحرية في العراق أيام الملك فيصل كانت الأفضل في تاريخه وعلى أعلى منسوب ومستوى وكانت هناك تنمية اقتصادية والعراق كان حينها متقدما جدا..
ويتحدث عن أقسى ما شاهده في حياته وأثّر فيه بعد مقتل الملك فيصل، جنازة الملك الحسين الذي قال عنه "لا أنساه فقد عطف علي".. وكنت أمضي معه أفضل الأوقات .
ويسهب الأمير في حديثه لـ عمون فيقول: بعد الانقلاب زرت العراق مرتين الأولى برفقة المغفور له الملك الحسين في أوائل الثمانينات، والثانية بدعوة من الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وقمت خلالها بقراءة الفاتحة على أرواح أقاربي في المقبرة الملكية الثانية.. كما زرت قصري الزهور والرحاب وتأثرت كثيرا هناك وتذكرت فصولا مهمة من حياتي وذهبت إلى غرفة نوم الملك الراحل وقرأت الفاتحة .
سألته : هل بكيت قال "لا" ولكن دمعتي سالت ... وباحترام بالغ يقول: في زيارتي الثانية، اكتشفت أن الرئيس العراقي السابق نقل رفات الملك فيصل إلى المقبرة الملكية..
وحينما انتقلت إلى الحديث عما أفرح الأمير الثمانيني قال لدعاء ولي "كانت أكبر فرحة في حياتي ولادة الأمير زيد في مستشفى فلسطين" .. وأضاف وكنت فرحا كذلك بمقدم مرعد وفراس وفيصل وفخر النساء وكلهم عندي سواء..
تزوج الأمير عام 1963 من السويدية مارغريتا انغا اليزابيث ليند "الأميرة ماجدة".
ويروي قصته مع الأردن فيقول "كان الأردن بالنسبة لي شيئا جديدا، واهتم الملك الحسين بي وبزوجتي وعطف علينا".. .. وسكنت في جبل عمان قرب مستشفى عمان القريب من الرئاسة آنذاك..
ويخلص الأمير إلى القول وهو يغادر "منصب كبير أمناء الملك": إنني مرتاح في حياتي وكان هاجسي دوما خدمة الملك وتأدية الرسالة .. إنهم نواة الثورة العربية الكبرى.
الأمير بدا فرحا حينما كان يروي لنا قصة محبته لابن العم الملك الراحل الملك الحسين "أبو عبدالله" وأنه كان صديقا له في الدراسة بكلية فيكتوريا لمدة عام إلى أن التحق الراحل بكلية ساند هيرست ببريطانيا، وكيف رافقه حتى الفراق وكيف زار الملك بمشفى مايو كلينك. لافتا إلى أنه درس اللغات الشرقية في لندن..
ويسهب الأمير بالقول: "نحن في أمن وأمان برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني وما نراه من حولنا يدل كم نحن بخير، فلدينا برلمان وأنظمة متجددة، وهو ما تفتقده بعض الدول العربية ولدينا تعددية ومنهج... وماضون بخطوات واثقة ومطمئنة".
"الملك عبدالله الثاني يستقبل الدنيا بطاقة هائلة وأفكاره نيّرة ولديه أداء رائع ويخدم بلده بكل حزم وتفان، ولا نرى أحدا يخرج على الساحة الدولية ليتحدث عن القضية والعرب والمسلمين أكثر منه".. هكذا ينهي الأمير حديثه لـ عمون.
.........................................
من هو الامير رعد بن زيد الحسين :
معلومات شخصية
تاريخ ومكان الولادة: برلين 18 فبراير 1936
الحالة الاجتماعية: متزوج / خمسة أولاد
الشهادات العلمية
1963 جامعة كامبردج- بريطانيا
ماجستير الدراسات الشرقية
1960 جامعة كامبردج – بريطانيا
بكالوريوس في اللغات الشرقية
1956- 1960 كلية فكتوريا – الإسكندرية
الدراسة الثانوية
1956-1961 مدرسة السعدون النموذجية – بغداد
المرحلة الابتدائية
الوظائف الرسمية
1976 - 2017 الديوان الملكي الهاشمي العامر
كبير أمناء جلالة الملك
2007 - 2015 رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين
1974 – 1976 الديوان الملكي الهاشمي العامر
وزير البلاط
1966- 1974 مؤسسة رعاية الشباب
مدير عام
1963 – 1966 الديوان الملكي الهاشمي العامي
الأمين الأول لجلالة الملك
1961 – 1963 مركز دراسات الشرق الأوسط
جامعة كامبردج – بريطانيا
باحث
خبرات أخرى
رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين
رئيس جمعية الصداقة للمكفوفين
رئيس جمعية أصدقاء بنك العيون الأردني
رئيس الاتحاد الأردني لرياضة المعوقين
نائب رئيس المركز الأمريكي للأبحاث الشرقية
رئيس منظمة الأولمبياد الخاص الأردني
رئيس جمعية أهالي وأصدقاء المعوقين
عضو مجلس إدارة المجلس العربي للطفولة
عضو مجلس إدارة الصندوق الدولي لرياضات المعوقين
رئيس الجمعية الطبية الأردنية – السويدية
رئيس الرابطة الطبية الأردنية الفرنسية
رئيس اللجنة الملكية لإعادة إعمار وترميم مقامات الصحابة
رئيس جمعية الصداقة للمكفوفين
رئيس لجنة إقليم العقبة
رئيس الجمعية الوطنية للمحافظة على البتراء
الأوسمة
2000 وسام الحسين للعطاء المميز من الدرجة الأولى
1996 قلادة الحسين بن علي
1992 وسام النهضة المرصع من الدرجة الأولى
1965 وسام النهضة من الدرجة الأولى
1964 وسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى.