محاضرة للصباغ في منتدى شومان الاثنين
02-02-2017 11:40 AM
عمون- تنبع أهمية الصحافة الاستقصائية من أنها متجاوزة لأشكال التغطيات الخبرية للأحداث والفعاليات، نحو كشف المعلومات الخفية، وإظهار الحقيقة للجمهور.
لكن الإعلام عموما، والاستقصاء بشكل خاص، يتعلق، بالأساس، بمدى الحرية المتاحة، ومدى القدرة على العمل على أرض الواقع، والبحث ما وراء الأشياء عن الحقائق، في عملية شاملة يلجأ الإعلام خلالها إلى إدارة تحقيقات طويلة الأمد للكشف عن خبايا المؤسسات والأفراد ذات التماس المباشر مع الأفراد.
وإذا كان مفهوم الصحافة الاستقصائية حديثاً نسبياً في العالم العربي بسبب التأخر الشامل في جميع أوجه الحياة، وبسبب غياب الحرية، وفقدان الإعلام لمعناه الحقيقي ودوره الريادي، إلا أن هذا النوع من الصحافة موجود منذ عقود طويلة في العالم، خصوصاً الغربي منه، وجميعاً ما نزال نتذكر حتى اليوم قضية "ووترغيت" التي أطاحت بالرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون في العام 1974، وأجبرته على التنحي، بسبب تحقيق استقصائي قاده الصحافيان الأميركيان كارل برنستين وبوب وود ورد من صحيفة واشنطن بوست.
في عالمنا العربي، وبعد الانفراج النسبي في حالة الإعلام والحريات، هناك آفاق واسعة لازدهار مثل هذا النوع من الصحافة، خصوصاً مع شيوع كثير من الممارسات التي ما تزال تؤشر إلى عالم ما قبل الدولة، ولكن تحديات عمل الاستقصاء، أيضاً كثيرة، لا سيما وأن الإعلام يعيش تبعية كبيرة، أحياناً للدولة وأجهزتها، وأحياناً لرأس المال وعلاقاته النفعية، وأحياناً أخرى تبعية لجماعات الضغط ذات العلاقات المتشابكة.
في سياق الفرص والتحديات، تأتي محاضرة الإعلامية رنا الصباغ، المديرة التنفيذية لشبكة "إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية" (أريج) ، بعنوان "فرص وتحديات الصحافة الاستقصائية"، لإلقاء الضوء على هذا النوع من الصحافة، وآفاق عمله، والتحديات التي تواجهه في عالمنا العربي.
أصدقاء منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان، كونوا معنا في السادسة والنصف من مساء الاثنين 6 شباط (فبراير) 2017، في محاضرة أ. رنا الصباغ التي يقدمها فيها ويدير الحوار أ. سعد حتر.