طالعتنا بعض الصحف المحلية على لسان مدير الأرصاد حول قيام الدائرة بإجراء تجربتين لاستمطار الغيوم يومي 27،26/1/2017 حول المنطقة المستهدفة الا وهي حوض سد الملك طلال.
بداية أقول ان هذه التجربة الأخيرة إضافة الى سابقاتها التي تمت بشهر اذار وشهر كانون الأول من عام 2016 ينقصهما ركن أساسي مهم قبل الحكم على النجاح.
ان اية تجربة او عملية ان لم تكن قابلة للقياس فهي عملية فاشلة مسبقا، وهذا ينطبق على الاستمطار. فللحكم على نجاح عمليات الاستمطار الهادفة الى زيادة الهطول المطري، يتوجب أولا توفير منطقه محايدة لها نفس الظروف المناخية بحيث لا يتم بها نثر للمواد المستخدمة في عمليات الاستمطار لمقارنتها مع المناطق التي تم بها الاستمطار لمعرفة أثر نثر المواد الكيميائية او الطبيعية في زيادة الهطول المطري، وهذا ما لم يتم العمل به اطلاقا في كل تجارب الاستمطار التي تمت سابقا او لاحقا، ذلك يؤدي الى عدم الوثوق بكل ما يقال عن ان الاستمطار يزيد الهطول المطري على ارض الواقع.
ان دورة تكون السحب الطبيعية تمر بثلاث مراحل أولها التشكل (Formation) ثانيها النمو(Growing) وأخيرا التلاشي (Decaying). طبعا يسبق تلك المراحل الأساسية الثلاث تبخر الماء بفعل الحرارة وتكاثف هذا البخار على شكل سحب، وحسب ما تعلمناه فان العملية ما بين التشكل والتلاشي لخلية السحب تأخذ بالمعدل بحدود ثلاث ساعات، وهكذا هي دورة المياه في الطبيعة. فسبحان الخالق على هذا النظام.
ان القول بأن الغيوم نمت بفعل أثر خارجي كما يظهر بالصور الجوية او الرادارية هو قول وصفي يلزمه تقديم الدليل العلمي. فالوضع الطبيعي ان تنمو السحب والا فلا يحدث هطول المطر. اما كيف تنمو بفعل مواد النثر فذلك يحتاج الى دراسات علمية دقيقة تحتاج الى فترة طويلة من الزمن.
إن عملية الاستمطار الأخيرة تمت والامطار الربانية تهطل بشكل طبيعي، ولن يستطيع أحد الجزم بأن تلك الامطار هطلت او زادت بفعل الاستمطار، كونه من الصعب التفريق بين المطر الهاطل بشكل طبيعي والمطر الهاطل بفعل الاستمطار.
أما ما نسمعه بأن نتائج الاستمطار تحتاج الى ثلاث سنوات لتحليل النتائج، فهذا يعد تبريرا لاستمرار مسلسل الهدر في الجهد والمال الذي نحن بغنى عنه، خاصة ونحن نعيش ظرف اقتصادي صعب.
فالأرقام المتواضعة التي تم الحصول عليها بعد تجربتي اذار وكانون اول الماضيين في محيط سد الملك طلال لا تحتاج هذه الفترة الزمنية لتحليلها. ألا يكفي تسعة أشهر منذ اذار الماضي لغاية الان للحصول على نتائج أولية على الأقل. لا أرى في ذلك المسلك الا استغفال للمسؤولين الذين ليس عندهم ادنى معرفة بعمليات الاستمطار.
أقول في الختام إنه لن تقوم لنا قائمة إذا استمرت مشاريعنا بالسير بهذه الطريقة العشوائية الغير مبنية على أسس وقاعدة علمية صلبة.
حمى الله الأردن من كل عابث تحت رعاية جلالة الملك عبد الله بن الحسين حفظه الله وسدد على طريق الخير خطاه