عدة آلاف من المزارعين فقد معظم ممتلكاتهم في ضوء انخفاض القدرة على التصدير وتدني اسعار الخضراوات؛ ما ادى الى عدم قدرة اعداد كبيرة من المزارعين لا سيما في مناطق الشفا غورية والمناطق الشرقية على تسديد التزاماتهم للدائنين من بنوك ومؤسسات التمويل، حيث تم توثيق ديونهم مقابل موجودات من عقار ومركبات وتدفقات منتظمة، مما حدا بالدائنين الى التنفيذ عليهم ودفعهم من مستوى معيشة متوسطة الى فقر وعوز، وفي هذا السياق فإن اسعار الخضراوات في معظم محلات بيع التجزئة بعيدة كل البعد عن الاسعار التي يبيع بموجبها المزارع اما في الحقل او في السوق المركزي للخضار والفواكه.

من الملاحظات التي علمت بها « الدستور» ان تجارا من الكيان الصهيوني، ومن تركيا يشترون بالجملة منتجات اردنية بأبخس الاسعار في منطقة الاغوار وتنقل الى الجانب الاسرائيلي التي بتم تدريجها وتصديرها باسعار مرتفعة على انها منتجات اسرائيلية، كما تجار اتراك يقومون بشحن منتجات زراعية اردنية الى تركيا عبر الموانئ الاسرائيلية، وهذه الحالة تثقل المزارعين وتنذر بحالة اعسار وشيكة تؤدي الى عدم قدرة المزارعين على الزراعة في المواسم المقبلة، بما يؤدي الى اضرار بالمستهلكين وبالقطاع الزراعي وبالمنتجات الزراعية الاردنية.

تجار يتطلعون بأمل ان يتم فتح منفذ طربيل الحدودي العراقي امام الصادرات الاردنية لا سيما الخضراوات والفواكه التي تلقى اقبالا كبيرا في الاسواق العراقية التي اعتادت عليها المستهلك العراقي عليها بشكل عام، كما ان افتتاح المنفذ من شأنة ان يحسن اداء القطاع الزراعي والصناعي الاردني، بما يسمح باستعادة احد اهم اسواق الصادرات القريبة للمنتجات الاردنية، وتساهم في الوقت نفسه بتشغل الالاف من الشاحنات البرية التي تعاني الامرين حيث تقدر جهات مختصة خسائر قطاع الشحن البري بـ 650 مليون دينار خلال العام الماضي.

وبالعودة للقطاع الزراعي الذي يساهم بحوالي 4% من الناتج المحلي الاجمالي، الا انه يستفيد منه بشكل مباشر وغير مباشر قطاعات عدة تتشابك مع القطاع الزراعي، وان القيمة المضافة للزراعة يقدرها خبراء بأكثر من 20%، كما ان القطاع يساهم بشكل حاسم في توفير الامن الغذائي للمواطنين، لذلك ان القطاع يحتاج الى تعامل مختلف لجهة تمديد القروض والابتعاد عن التنفيذ على المدينين، واتاحة الفرص للمزارعين لمواصلة العمل، وتقديم الجهات المعنية بالزراعة الارشاد للمزارعين لتعظيم مكاسبهم والمساهمة في اخراجهم من دائرة الخسائر والعوز الى التعافي والابداع...مرة اخرى القطاع الزراعي شريان من شرايين الاقتصاد وعلى متخذي القرار الانتباه لمتطلبات المزارعين وتوفير بيئة آمنة لهم ولمستقبلهم ومستقبل اسرهم.

الدستور