ترامب .. شاغل الناس !د. زيد حمزة
31-01-2017 01:01 AM
لا جدال في أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب يشغل في هذه الايام اذهان الناس في جهات الارض الاربع، ماذا قال وماذا ينوي ان يفعل ؟ بعد أن شغلهم في حملته الانتخابية وتندروا كثيراً بما كان يطلق من آراء واحكام تتعلق بكل شيْ أو بلا شيء ! وها هو الآن بعد أن تسنّم كرسي الرئاسة يصول ويجول فتصغي له الأسماع وتتابعه العيون أينما حل واينما ارتحل، وتبدأ الصحف ومحطات الاذاعة والتلفزيون حول العالم في التقاط كل اشارة تبدر منه لتعلق عليها وتحلل مضامينها حتى لو لم تعثر على مضامين ! رغم أن هذا العالم يعرف ان السياسة العليا في الولايات المتحدة حسب الدستور لا يقررها شخص الرئيس نفسه وإنما المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية وسواها فتتبلور في النهاية على صورة توصيات تقتضي أن يوافق عليها، فصحيح ان اعلان الحرب مثلاً، حتى النووية ويا للهول، مرهون بأمره لكنه في ذلك وقبله خاضع لتقدير المؤسسة العسكرية (البنتاغون) ولموافقة الكونغرس، وصحيح أنه يملك كمثل آخر إصدار أوامره بالغاء سجون التحقيق والتعذيب خارج الولايات المتحدة لكن ذلك لا يحدث بجرة قلم فقد استغرق رئيساً كباراك اوباما سنوات عديدة كي ينجزه تحقيقاً لعهد قطعه على نفسه لأنها منافية لكل الأعراف الانسانية وقوانين العدالة واستجابةً لاحتجاجات واسعة في دول عديدة طالت على وجه الخصوص التعذيب بالاغراق في الماء خنقاً Water Boarding لكنه فشل في اغلاق سجن غوانتانامو! والمفارقة الصارخة ان الرئيس الجديد ترامب قد قرر شطب هذا الانجاز واعادة فتح تلك السجون وقال بكل برود أعصاب إنه اقتنع بعد زيارة قصيرة لوكالة المخابرات الاميركية CIA أن التعذيب يفيد (!) مع انه كان أثناء حملته الانتخابية يهاجم الوكالة ويسخر منها، وصحيح ايضاً أن الرئيس اوباما الذي قام في الاسابيع الاخيرة من فترة ولايته بالاقدام على خطوة جريئة انتصرت لفئة عزيزة من شعبه هم الهنود الحمر حين امر بوقف اعمال الحفر لمد انابيب نفط شركة داكوتا في اراضٍ تخص قبائلهم وتدمّر قبور اجدادهم وتلوث مياه انهارهم وذلك بعد وقفات اعتصام واحتجاج عديدة لكن ما أن أتى ترامب حتى أمر بالسماح للشركة ان تمد انابيبها وبرر ذلك بكلام لم يفهمه احد دون الالتفات لرأي القضاء ! وصحيح كذلك ان التغييرات ((التحسينية نسبياً)) التي استطاع الرئيس السابق ادخالها على نظام التأمين الصحي في اميركا في وجه مقاومة شرسة من شركات التأمين الخاصة يجيء الرئيس ترامب ليأمر بالغائها بحجة حرية الاختيار الذي لا يعني سوى اعتبار الخدمة الطبية مجرد سلعة يشتريها من يشاء وبالسعر الذي يفرضه البائع !. |
نجحت حركات شعبية عبر العالم فاكتسحت نخب ليبرالية حاكمة سعت لمنع تداول السلطة بعد أن بات لها متنفذون بالمجتمع والاقتصاد والإعلام والقضاء ولكن رغم حصولها على فرص متتالية فإنها قد فشلت بتحقيق تطلعات شعوبها بسبب بيروقراطياتها المفرطة وإضعافها لأجهزة أمنية ومداهنتها لمجرمين ومهربين ومتسلللين غير شرعيين على حساب مواطنين عاملين وإضعافها الطبقة المتوسطة وسحقها للمؤسسات الصغيرة ومناهضتها للفطرة البشرية وثقافة الدين السماوي وتسهيلها للإجهاض والعلاقات غير الشرعية وتعاطي المخدرات ونشرها للفساد والإفساد.
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة