في الأنباء أن ورشة عمل يمنية ستنعقد عندنا قبل القمة أملا في التوصل إلى وقف إطلاق النار في اليمن . هذا أمر جيد , إلا أن الأجود هو أن نتدخل دبلوماسيا وبزخم أكبر في الأزمة اليمنية بالتنسيق مع أشقائنا في السعودية والإمارات وقطر ومصر, علنا نسهم في وضع حد للحرب هناك , خاصة وأن لنا تاريخا سابقا موفقا على هذا الصعيد .
يمكن للدبلوماسية الاردنية التي يقودها جلالة " الملك " رئيس القمة العربية أن تكسر الحواجز , وأن تجعل من القمة المقبلة مناسبة طيبة لمصالحة يمنية يمنية تنهي الحرب وتعفي إخواننا في الخليج العربي من عبء حرب مدمرة , وهي حرب كلما طالت أكثر كلما فتحت الابواب لتدخلات خارجية في شأن عربي خطير ! .
يمكن خلافا للمألوف وربما المعقول والممكن في نظر البعض ! , دعوة اطراف الصراع في اليمن لحضور حفل إفتتاح القمة كضيوف شرف , ثم الذهاب إلى قناة دبلوماسية خلفية خلال القمة بمشاركة أطراف أردنية ويمنية وسعودية وإماراتية وقطرية , بحضور الرئيس السابق على عبدالله صالح وعبدالملك الحوثي وأمين عام الجامعة العربية ومن يرغب من العرب , لفرض حل عادل يثبت الشرعية في اليمن , ويؤسس لمشاركة حوثية في الحكم مثل سائر مكونات الشعب اليمني الشقيق كله , وتشكيل مجلس شيوخ أو أعيان على الطريقة الاردنية في اليمن , يضم زعماء القبائل وقادة الرأي العام يرأسه مبدئيا ولمدة عام مثلا علي عبدالله صالح وينوبه عبدالملك الحوثي وشخصية جنوبية للمدة ذاتها , بعد رفع العقوبات الدولية عنهما وآخرين بطلب من الجامعة العربية , والإتفاق على إجراء إنتخابات رئاسية وبرلمانية في غضون عام بإشراف عربي شامل تقوده الجامعة العربية .
كل شيء ممكن وليس مستحيلا في عالم اليوم . إن توجها عربيا وأردنيا جادا على هذا الصعيد , يمكن أن يفتح الباب لتفكير جاد آخربإعادة مقعد سورية في الجامعة العربية ودعوتها لحضور القمة , ودعوة المعارضة كذلك لحضور الإفتتاح , وتطبيق السيناريو اليمني ذاته بمشاركة عربية واسعة , قد تنهي حربا مدمرة أخرى , وتؤسس لإنتخابات رئاسية وبرلمانية في غضون عام وبإشراف عربي ودولي وبمشاركة السوريين داخل سورية وخارجها , وبإعتماد الدستور " الروسي " المقترح مع تعديلات أساسية .
ليس هذا تبسيطا أو تسطيحا للأمور , لكنه محاولة جادة لكسر المألوف وغير المألوف يمكن للدبلوماسية الاردنية مقاربته بعد تفكير عميق ودراسة جادة قد تنطوي كما إقترحت سابقا على دعوة وزيري خارجية إيران وتركيا ونظرائهم من الدول الخمس الكبرى لحضور إفتتاح القمة والمساهمة في كل جهد توافقي ممكن .
إن نجحنا أردنيا في هذا المسعى ,فإن من الممكن عندها أن نمارس مقاربة مماثلة في العراق الشقيق , وسنكسب كثيرا عند الله أولا , ثم عند أمتنا والعالم أجمع , وستكون لنا الاولوية في كل ما سيتبع من إجراءات , ونستعيد دورنا السياسي المحوري إقليميا ودوليا بما يفتح لنا آفاقا وأبوابا أوسع واكثر تخلصنا من كثير مما نعاني , وتؤهلنا للتفرغ للهم الاكبر والأهم المتمثل بقضية فلسطين أم وأس قضايا الشرق الاوسط كله , وبدعم عربي ودولي أكبر وأهم تأثيرا على النحو الذي كان قبل ما سمي بالربيع العربي الذي مزق العرب وخرب بيوتهم واحدا تلو الآخر ! . ولا حول ولا قوة إلا بالله .