إني أرى أنه في نبض القلب تكمن الطاقة الموجبة القطب ، وفي جواب للروح الشفافة المحلقة تلك التي قال الله سبحانه عنها ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) ...ولذلك ترتبط الروح المحلقة فوق الطبقات الدنيا بالمضغة النابضة بالحياة رافعة قلب المرء إلى أعلى متوافقاً بالبهجة المحلقة الممزوجة بالإيجاب ، فلذلك حينما نقول فلان محلق ( فإنما نعبر بذلك عن ارتفاع وليس هبوط ) وحينما نقول فلان معنوياته عالية ، وفلان معنوياته في الحضيض ، فإنما بالضبط يعبر هذا النص عن حالة السالب والموجب لا محالة !!! فلا سالب إلا ليسلب ولا 
موجب إلا ليمنح ! 

أما مفردة الطاقة والتي يلفظها الناس كأنها كلمة عادية تقال على رأس اللسان ، ويلفظها الإنسان تعبيراً عن وعي وثقافة بمعنى التفاؤل والعمل وإلخ ، فإنما هي بركان ساخن محرك لدفع الكرة الأرضية للدوران والحركة الدؤوبة بلا توقف أو كسل ولو لثانية ، وفي رأي أن لكل مخلوق في الكون بركان من حرارة ... وما قلب المرء إلا ذلك البركان الذي لا يتوقف طالما الروح توأم للقلب تتواءم مع حرارته وتتآخى بسخونة الطاقة !!!

أما حكاية الإيجابية ... فلا إيجابية بدون سالب ولا سالب بدون موجب ، وإلا فانعدام الأسود يؤدي لانعدام وإهلاك الأبيض ، والأبيض هو النور والأسود هو الحالك ومنه الظلام ( وكثير من المخلوقات البشرية ينتهج نهج السالب ) تماماً كما ينهج بعض الخلق نهج الإيجاب ، فلو تركنا للموجب تهميش السالب وتركه على عوانه لما استفاد الكون من وجود السالب ، ولذلك لن يحقق الموجب هدف خلقه وتتساوى الحالة الإنهاك والجمود ويعم الركود والبرود الشاسع ويموت الكون !!!

وأرى أن الإيجابية لا تسكن في العقل كمنشأ ومصدر وموئل ومولد ، وأراها كما يرى المتأمل لشعاع الفجر المتشقق من كبد الإنسان كما يتشقق من كبد السماء ، بأنها تومض بذراتها وإلكتروناتها بتموجات لولبية جميلة ملونة يحركها نور الدم القاني الفوار بمقدار، حيث لا تتكاسل المضغة في الصدر عن ضخه بميزان ، وأرى ايضاً أن رفيق القلب هي الروح التي تشف عنها غلالة صافية براقة تحميها لترتبط بوجه القلب بغلاف لا يتمزق ولا يبرز حضونه عارياً تسيل منه أنهار الدماء !!!

فالروح التي تتصادق مع الفؤاد في الصدر ، هي التي نقول عنها : روح رياضية أو روح إيجابية ... او روح خفيفة ويصل بنا التعبير لنقول دمه خفيف !!! تعبيراً عن ثقل يتكون بين القلب والروح فينتج عنه ثقل المفاعل المنتج عند المرء، وهنا ورطة السلب التي نقول عنها طاقة سالبة! 

بينما لو أدركنا أن الطاقة لا يمكن أن نطلق على اي جزء منها صفة سالب ... فالطاقة كلها مملوءة بالإيجاب ولا طاقة في السالب ولا سالب فيه طاقة ... إلا حينما يتجاذبان فيستفيد السالب من الموجب !!! وهكذا فللموجب واجبات العطاء والحرارة ... والإشعاع .. وواجبات الانطلاق بغض البصر والنظر عما يفعله السالب به من التهام واستفادة ووجود.

فمثلاً ... نرى الظلام بينما نحن لا نراه ولكن نحسه حتى لو كانت أعيننا مفتوحة فلا مشهد يتضح سوى الظلمة، ولكن في الصدر بصيرة تعرف أن الظلام محسوس ومرئي، فهل هو طاقة ؟؟؟ وأين الطاقة في الظلام ؟؟؟ ولو وضعنا شمعة فجأة لانقشع الظلام وتلك هي الطاقة !!! والطاقة موجبة للحركة وعمل بعض الواجبات في ذلك المكان والتحرك ولو بمقدار أنملة طالما في المكان شمعة !!! وكل طاقة إيجابية هي دوماً ساخنة وفيها حرارة، ولكن الفرق بين الإيجاب خيراً والإيجاب ضرراً هي عين الطاقة الإيجابية المستهدفة في تنظيرنا الدائم للإيجاب !!! ولا أبعد من مثال الشمعة البسيطة التي ربما تحرق غابة أو تضيء طريق غريب في تلك الغابة . 

فالعين التي تؤمن بأن الله جميل يحب الجمال والتي تبصر وترى الفضاء بظلامه ونوره وغيثه وقحطه ومنابت الخير والشر والقبح والجمال فيها حرارة ، ولكن هل تولي تلك العين وقتاً طويلاً ثميناً باتجاه الشر والقبح والقحط والظلام ؟؟ 

وهل تستطيع تلك العين الوطيدة الارتباط بالقلب وشغافه وشفافية الروح التي هي من امر الله أن تستهلك زمناً من عمرها وهي تحملق في الظلام والشر والبشاعة وتحلل نتائجها وتحسب حجمها وتتفاعل معها وتترك الجمال والنور وحبات الغيث وتؤجله لحين ؟؟؟ 

هنا تكمن الحكاية الموجبة ؟؟؟ فالنور حرارة والجمال حرارة والخير حرارة والفاكهة حرارة والشجرة حرارة والتمثيل الكلورفيلي حرارة، والحياة حرارة والبصر حرارة والنبض حرارة والكلام حرارة والماء حرارة، والنهر والبحر حرارة، والطير وتحليق ورفرفة لا تقوم إلا بالحرارة !!! فكيف نتلفظ عن السالب بأنه طاقة؟ أنا أقول بأنه قطب فقط، ولا يمكن أن يكون طاقة !

فالقلب حيث تحيط به حرارة الروح التي قال الله سبحانه عنها (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أتويتم من العلم إلا قليلاً ) ....

الروح أمر من الله سبحانه، ولكننا نحيد عن تلك الحقيقة منشغلين باللفظ ، فلان طاقة سلبية وفلان طاقة إيجابية ، فلو تأملنا الأمر حتى من عند رب البيت أو ولي الأمر أو القائد ، فهل يكون الامر والطلب والقائد قاعد أو نائم أو هامد أو متكاسل كسول لا حرارة في أمره ؟؟ فمن يهتم به ومن يستمع إليه ومن يأخذ الامر مأخذ الجد ؟؟؟ إذن فالحرارة هي الطاقة، والواجب المنشود هو العمل والنشاط والهمة ... 

فالروح أمر !!! والمضخة الدموية في الصدر تستقبل الأمر وتحبه وترضاه  وتستجيب له ويتفاعل القلب مع صاحب الأمر والمأمور نشط وثاب لا يقبل التفريط بواجبه !!!

والقلب ساخن والروح ساخن وحينما يتفقان هي الإيجابية حين يترافق القلب مع الروح ولا تسلب منهما إلكترونات التفاعل الإيجابي مهما تعاظمت إلكترونات الفراغ (السالبة) بين القلب وبين الروح ... ولا تؤثر بفرقعتها وموجاتها على التكوين الروحاني وتكوين القلب المضخة الساخنة العاملة ليل نهار بحماية الروح الوثابة بأمر الله !!! وتلك هي القدرة الخارقة عند بعض البشر الذين يورثون الأرض وما عليها بالطاقة الإيجابية البناءة ، ولولا هؤلاء الصابرين الصانعين لموجبات الحياة وقيمتها ومعانيها لعم السلب وانتشر السالب ليسلب الدماء الحارة من قلوب الساخنين وتحويلهم إلى برودة وصقيع وهمود نسميه الكسل والإهمال واللامبالاة ... وأهم من ذلك فإن الإيجاب وتلك الطاقة هي التي تدرك وتعرف ( أمانة الحياة في أسرار الخلق ) وهي التي تؤمن للكون من خلال أصحاب الطاقة الإيجابية كينونة المعنى للخلق والفكر والإبداع والصبر على الأوجاع وتحويل ضربات الرياح والرماح إلى طاقة من نور تشبه بروق الغيث للناس والمحيط وحتى للحجارة التي نسميها صماء ... فيراها الإيجابيون أشد سمعاً وبصراً ونطقاً ...!!!! ومن هنا أرى في حياتي كلها بأن مقولة: فلان قلبه ساخن وفلان قلبه بارد ... إنما تعبر بأقوى تعبير عن ارتباط شفافية الروح وحرارة الدماء في القلب حينما يكون الإنسان إيجابياً عاملاً صابراً مورفاً بالعطاء والجمال رغم الرماح والرياح العاتية، بينما تكمن البرودة في بض الصدور لتنتج التقاعس والتشاؤم والبرود تجاه روعة الكون وبالفعل يعم البرود الا وهو العتمة التي نسميها الظلام !!! ويتم تجاوز حرارة الطاقة التي أبدعت إبداع الخالق ونعم الحياة، فلا يرى السالب سوى مطامع التساؤل: لماذا خلقتني يا رب ؟؟؟ ولماذا يملك غيري وأنا لا أملك؟ ولماذا يمتلئ إبريق الآخر بالشهد وجرتي فارغة حتى من الماء ؟؟؟ وكما تتمختر بنظام علوي مجرات حارة في الفضاء وتشع ويتكنس بعضها لمعجزات خالق عظيم، يكون لدينا الأرض مجرات سالبة تسمى قارات، يكثر السالبون فيها في مفهومي إلى طامعين والطامع هو السالب، ولا يتورع عن سلب الموجب وهتك واجباته ومدخرات إيجابياته من خلال التساؤل: لماذا يملك إبريق عسل وأنا لا أملك؟ لماذا يملك آبار نفط وتاريخ وأنا لا أملك؟ فيعم السلب والنهب والتدمير للموجب! وما ذلك عن المخلوق ببعيد كمثال ...

فنعثر في مشاعر السلب الواقعة بين القلب والروح الشفافة عند بعض الناس فراغاً تتماوج فيه ذرات حزينة كسولة متفرقة على شكل حبيبات جامدة موجعة اللسعات، لا ينتج عنها حرارة تدفعه كما تدفع حرارة الصاروخ للانطلاق !!! ولا يتحسس جرة الماء الفارغة بقلبه ليملأها بشغاف قناعته بأن الوقود للنهوض هو الحرارة الواقعة في سخونة الدماء في لب القلب حبيب الروح الشفافة، التي وضع الله فيها أمره ... وانطلقت الأوامر الربانية لها للتحليق .

فلا ارتفاع ولا نهوض ولا سمو بدون معرفة طاقة الإيجاب ... والتي هي مكنورات الروح لتأدية الواجب ...ولا ارتفاع لمركبة فضائية بدون الوقود المعمول بالطاقة ... وكلما نفذ الوقود من قلب المرء يتوقف المفاعل الروحاني ويعم التشاؤم والعطل وتتعطل الأجهزة وماكينة الإنتاج !!! كما تتعطل أنظمة المفاعل العاطفي المتكافل بين القلب والروح ...ومن آفات وكوارث هذا العصر هيمنة الفراغ الموحش الذي يمتلئ بالعتمة بين القلب والروح في العالم أيضاً فلا شعاع يهب موجباً لنشر نور المحبة والسلام الذي هو من أسماء الله الحسنى ، ونطق القول السالب مرتفعاً صوته بدون الرجوع إلى الروح ( توافق القلب والروح لينتشر الإيجاب وتكون طاقة موجبة لواجب البشرية بالمحبة والعمل والعاطفة والسلام ) ... وبقي العمل منفرداً غريباً حيث نسي البشر وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون !!!

هوذا هو مفهومي أن مفاعل الإيجاب العظيم الطاقة الكامن بين الروح والقلب وما بينهما هو الإيمان !!!!