الأمن والأمان نعمة محروم منها الكثير من المجتمعات فحيا الله أجهزتنها الأمنية الساهرة وقواتنا المسلحة البطلة والشرفاء في وطني أصحاب مفاتيح الفكر والحل والربط.
فيما يمضي الأردنيون المكافحون يومهم وشهرهم والعمر كله كالقابضين على الجمر تطاردهم هموم المعيشة العادية... في كل شارع هناك دكان أبو عواد وهناك عليوة صاحب محل الدجاج وعلي صاحب محل الخضار ينطرونه على باب الحي كل آخر شهر وقبل الراتب بيومين حتى يسد الدين، هذا غير البيت المستأجر الذي ترتفع أجرته شهريا منذ السكن فيه اعتبارا من اليوم الأول، وغير قسط السيارة، وإذا افترضنا جدلا ان ما سبق من تراكم هو ناجم عن سوء الإدارة على وزن المثل الشعبي "على قد لحافك مد رجليك" هذا لن يمنع ان ترحب بك في طريقك يوميا 100 حفرة ومطب لم يتغير حالها على الأقل في عشر سنوات خلت. ومارثون باصات أوتوستراد عمان الزرقاء.
حتى ان المواطن لم يعد يلقي بالا لقضايا الفساد والمفسدين التي تنشرها عليه صباحا ومساء وسائل التواصل الاجتماعي والإعلامي أن المسؤول الفلاني اختلس كذا، والمسؤول الفلاني راتبه كذا، وهناك نية لرفع أسعار كذا وكذا، ولمواجهة كذا هناك حملة قطع التيار الكهربائي وإقفال الهاتف الخليوي والتوقف عن شراء البيض والبطاطا وربما غدا عن شراء الدجاج وغيره... وما ادراك ما أخبار مجلس النواب. وفلان شتم على صفحته !! .
وأما مصروف بداية المدارس فقد نفع الناس وخففت عليهم المكرمة الملكية السامية. وكبر الأبناء وصاروا طلبة في الجامعات والحمد لله الطالب الجامعي إن لم يحصل على مقعد على حساب المكرمة فإنه سيحظى بمنحة أو قرض جامعي مشكورة حكومتنا، أما السندويشة والقلم والقرطاس وأجرة الطريق وغيره فتدبيرها ربما اصعب من قسط الجامعة نفسه.
لقد باع الأردني أرضه وقد باع بيته وانفق ما ادخره في فترة الثمانينات قبل نهاية التسعينات...تغيرت الأمور لم يعد العراق عراق صدام الذي كان يهدي البترول للأردن وشعبه، لم تعد طائرات أمريكا تحلق في شماله وجنوبه بحجة الأسلحة واضطهاد النظام للشعب مع ان داعش تعربد هناك منذ خمس سنوات، وباتت فوهات بنادق حزب الله في صدور أهل حلب وسوريا، والنظام السوري لا زال سيرد في الوقت المناسب على الإمبريالية.
انهارت سوريا انهارت ليبيا واليمن.... ولا زال الأردن عصي في وجه الأعاصير؟
وبعد كل هذا وعندما يلقي الشيخ العالم أحمد هليل خطبته الأخوية يهاجمه من ليس لديهم بعد في النظر ومن تحاملوا عليه بغير وجه حق.
وكلنا نعلم والله لو تعرضت السعودية لا سمح الله لخطر لهب الشيخ هليل والعجارمة والأردنيين كلهم للدفاع عنها، وكذلك أهلنا في السعودية سيهبون للدفاع عنا، وحيا الله السعودية والكويت والإمارات والخليج كله أهلنا وفزعتنا. ونتمنى لهم دوام ومزيد النعمة والأمان، وحيا الله عاصفة الحزم وحيا الله الملك سلمان.
كل الظروف لن تنال من عزيمة الأردني صاحب التاريخ الناصع والأفعال جيشا وشعبا وقيادة.
كل ذلك لن ينال من الأردني!
واشكر رئيس الوزراء هاني الملقي على لقاء "ستون دقيقة" وطلبه من وزير المالية إجراء دراسة عن الرواتب وجعل راتب الوزير هو الأعلى ودراسة أمور مالية أخرى، وبعض المشاريع كالتشغيل الذاتي. وتأكيده على الرغم من تكدس العاملين في بعض الدوائر إلا ان الحكومة لن تنهي خدمات أي موظف.
لكن أتعلمون من سينال من هذا الوطن؟ انه صنم!! لا يكترث بوجع الوطن... مسؤول بجهله!! شعاره حب الوطن وتطبيق القانون، منشغل بتعيين شلته أقاربه ومحاسيبه طبعا بالصدفة. ولا يطبق القانون إلا على الضعيف ثم يخرج عليك من كل اتجاه بالصوت والصورة بالإنجازات حتى تظن انك ستدشن من صورته تمثالا وصنما! وهو الذي لا زال يعيش على أطلال البسوس وداحس والغبراء!
لا إله إلا الله محمد رسول الله... (الله الوطن الملك )... هيا فككوا عقل الصنم !!