انتشر الشواذ جنسيا في شوارع عمان وبعض المقاهي واماكن السهر ، وسربت جهات رسمية معلومات حول حملة ضد الشواذ جنسيا ، الذين يبيعون هذه الخدمات ، وسط تقديرات بوجود ستمائة شاذ جنسيا ، يتاجرون بأنفسهم في عمان وحدها ، والمخفي اعظم.
وفي شوارع رئيسية في عمان ، وفي اماكن اللهو والسهر والمرابع الليلية ، يمكن التقاط فتيات الليل ، واصطحابهن الى حيث يريد الزبون ، وفي شقق اخرى في عمان ، تشتغل عشرات النساء من اوروبا الشرقية ، في الدعارة ، ومعهن عربيات ، في حالات اخرى ، ولايعرف احد كيف يتم السكوت على ما يجري ، وكيف يتم ادخال هؤلاء النسوة الى البلد ، وكيف يتم السكوت على وجودهن اساسا ، خصوصا ان مثل هذه الحالات ليست بحاجة الى شكوى ، حتى يتم القاء القبض على من يشتغلن في هذه المهنة القذرة ، فالرقابة كفيلة وحدها ، بكشف هذه الاعشاش ، وما يجري فيها ، ونحن نقول "ليل نهار" ان هذه ارض مقدسة ، جنوبها مكة المكرمة والمدينة المنورة ، وغربها المسجد الاقصى ، وهي بحد ذاتها جزء من الارض المقدسة ، وفيها لانبياء الله وصحابة رسوله صلى الله عليه وسلم ، صولات وجولات وحكايات ، من اليرموك شمالا ، مرورا بالاغوار ، وصولا الى مؤتة.
موقع "سرايا" الالكتروني كان قد كشف قبل فترة عن قضية خطيرة ، تتعلق بروسية مصابة بالايدز ، وتعمل في الدعارة في العقبة ، ونقلت الايدز لاشخاص كثر ، وجرى تسفيرها لاحقا ، وما زالت المعلومات تتوالى حول وجود شبكات في العقبة تعمل سرا في هذا المجال ، وكنا نتوقع بعد المعلومات التي كشفها الموقع ، ان نرى حملة تنظيف لمدينة العقبة ، غير ان ما جرى كان عكس ذلك تماما ، وتروى معلومات مخزية عما يجري ، وسط حيرة لاسباب هذا ، ولماذا يتم السكوت على كل هذه المشاكل ، التي باتت تمتد من مكان الى اخر ، دون ادنى خجل ، فقد رأينا ايضا ، كيف ان "الخمارات" باتت في كل موقع ومكان ، ولم يتركوا شارعا او حيا الا وزرعوا فيه مصيبة من هذا الشكل او ذاك ، وحين تسأل احدهم لماذا يتم تخريب البلد عبر عصابات متخصصة في هذه الشؤون ، يقال لك ان هذه هي امراض المدن الكبرى ، وانها موجودة في كل مكان ، وانها كانت موجودة عبر العصور ، فتجيب القائل ، ان هناك فرقا بين تفلت هذه الظواهر ، في كل المجتمعات ، وبين السكوت عليها ، وتناسلها كالارانب ، في مدننا ، حتى طق "عرق الحياء" ، وحين يطق عرق الحياء ، وتتجلى المعاصي علنا ، دون خوف من رب العالمين ، ولا من سلطة ارضية ، علينا ان نتوقع ان غضب الله سيحل علينا ، بشكل او اخر ، حتى لو اعتقد البعض ان "غضب الله" اسطورة وخرافة وموضة قديمة ، فهؤلاء ينسون كيف ان الغضب يحل فعلا ، بغياب المطر ، ونزع البركة من الرزق ، وحرق المليارات في البورصة ، والكساد ، وتفشي الامراض ، وغير ذلك الكثير... نتيجة "العالم السفلي" الذي لا يعرف عنه كثيرون.
من ناحية اجتماعية ، ما يجري امر خطير جدا ، فالفساد يتزايد ، وعمان في الليل ، غير عمان في النهار ، وعمان في الليل قصة اخرى ، حين يتواجد فيها ما يزيد عن مائتين وعشرين ناديا ليليا ومشرب خمور ، من وسط البلد طلوعا الى جبال عمان المتعددة ، وصولا الى ما يسمى ...عمان "الراقية" ، وعمان الصباح ، هي التي يعرفها الموظفون والعمال وسائقو السيارات ، المتوكلون على ربهم ، والذين لا يجدون مصروف اولادهم في المدارس ، في حين ان ما ينفق ليليا ، في عمان الليل ، يصل الى ملايين الدنانير ، ان لم يكن اسبوعيا فشهريا ، وهي مصيبة اخرى ، حين يكون سهلا الانفاق على الحرام ، ويكون صعبا ، الانفاق على يتيم او طالب محتاج او على مريض.
لا يمكن ان يكون طبيعيا ، سكوتنا على ما يجري ، ولا بد للجهات الرسمية ان تطلق حملات ضد هذه "المواخير" والشقق المفروشة ، وتراجع سياسة منح الاقامات للاجنبيات ، ومنع جنسيات محددة من دخول البلد من حيث المبدأ ، واعادة الصلاحيات ، وبقوة للمختصين بالسؤال والجواب ، اذا تم الاشتباه بشيء ، فهذا بلد ، لا بد ان نحميه ، ومن يحبه حقا ، ويخاف عليه من قلبه ، وليس عبر لسانه وحسب ، لا يقبل ان ينتشر كل هذا الخراب الاخلاقي ، واذا كان الفساد الاخلاقي منتشرا في كل العالم العربي ، فهذا لا يعني ان اقارن نفسي بأي احد اخر ، ومن حقي كانسان ان يبقى وطني نظيفا ، وان لا يحوله تجار الليل الى مربع ليلي ، وان يتم قطع الايدي التي تتاجر باستقرار البلد واخلاقه ، من اجل حفنة دنانير ، يتم جمعها ، من دم البلد وحياة اهله.
يصحو بعضنا لاداء صلاة الفجر ، في المسجد ، او بيته ، وفي ذات الوقت ، ينهي كثيرون برنامجهم في النادي الليلي او الشقة المفروشة ، في ذات الوقت ، وما بين من استنارت وجوههم بنورانية العبادة ، ومن غرقوا في ظلمانية المعصية ، تبكي عمان ، حق البكاء ، حين تطلب بقلبها ، ان يتم تخليص بياضها من هذا السواد الذي يداخلها ، وهذا الطعن في ظهر اهلها ، وظهور اهل المدن الاخرى ، التي قد لا نعرف عن كل ما يجري فيها من مصائب ، تقشعر لها الابدان ، والعياذ بالله.
تنزلت ملائكة العذاب ، ذات مرة على قرية فاسدة ، من اجل ايقاع العقوبة ، فضجت الملائكة وقالت لربها ان هناك صالحين بها ، فقيل للملائكة ، ابدأوا بتعذيب الصالحين ، لانهم سكتوا على ما يجري في قريتهم ، ابدأوا بهم قبل غير الصالحين ، فقد تساوى الجانبان ، فالصالح ساكت ، وغير الصالح فاسد.
m.tair@addustour.com.jo