انتظرونا شهرين لنخفض الاسعار!
نبيل غيشان
29-10-2008 03:00 AM
لا زالت الحكومة تهدد وتتوعد التجار ومقدمي الخدمات بأن "يدها قادرة على الوصول اليهم اذا لم يخفضوا الاسعار" استجابة لمؤشرات الاسواق العالمية والمحلية لكن للأسف فإننا نسمع طحنا ولا نرى طحينا والمواطن تزداد شكواه والحكومة بوزاراتها ومؤسساتها المختلفة.
تتفرج علينا وكأننا على كوكب آخر, وكذلك فعلت جمعية حماية المستهلك التي باتت من دون حركة او نشاط.
لقد صدقنا سياسة الحكومات المتعاقبة وفكرة انسحابها من السوق لتقرر هي بنفسها آليات التسعير وأسلوب البيع والشراء وتصحيح الاختلالات والاخطاء لكن التجار ومقدمي الخدمات ومن خلفهم حكومتنا الرشيدة يعرفون ويعترفون فقط باتجاه رفع الاسعار لكن اذا ما هبطت الاسعار عالميا كما هو حاصل خلال الاسابيع الماضية فان الحجج كثيرة, "اشترينا على السعر القديم, انتظروا انتهاء البضاعة القديمة, انتظروا وصول الشحنات الجديدة.
كلها حكايات كاذبة, فالحكومة مشكورة استجابت للعبة الاسواق وخفضت اسعار بيع المشتقات النفطية اربع مرات لغاية الان لكن من يجر التجار ومقدمي الخدمات على التخفيض?
انها لعبة تحايل مكشوفة, فالاسعار العالمية عندما ترتفع يبادر التجار (على الريحة) الى رفع الاسعار بين ساعة واخرى وأصبح (ابو مرزوق) يتفقد أسعار العملات والاسواق العالمية يوميا حتى يرفع سعر علبة السردين او بكيت الحليب او كيلو السكر بضعة قروش, حتى ان (ايده اخذت على الرفع) الذي اصبح اتوماتيكيا كل صباح, اما اليوم فان (ابو مرزوق) لم يعد يتابع ويتحجج بالبضاعة القديمة.
اللجنة المالية في مجلس النواب دبت الصوت عاليا في اول اجتماع لها مع الحكومة, مطالبة اياها بالتدخل (ووقف الفرجة) لعكس انخفاض الاسعار عالميا على المواطن خصوصا اسعار المواد الغذائية الاساسية وأجور النقل والرسوم الجامعية والمدرسية في القطاع الخاص.
طبعا وزير الصناعة والتجارة المهندس عامر الحديدي لم يجد ما يرد به سوى مقولته الدائمة "الوزارة تراقب عن كثب أسعار المواد الغذائية خصوصا الاساسية منها".
الوزير لم يقصر في تعداد مزايا الازمة العالمية ودورها في خفض الاسعار عالميا وفائدة الاردن من ذلك ومعددا السلع التي انخفضت أسعارها الى النصف ومبشرا السادة النواب بان وزارته كانت تشتري طن القمح بـ 575 دولارا واليوم هبط الى 257 دولارا لكن أسعار منتجات القمح لم ينخفض منها سوى (خبز الحمام) ويقول احد النواب الذين حضروا الاجتماع ان الوزير يتحدث عن انخفاض الاسعار في الاسواق العالمية وكأنه انجاز لوزارته ويبرر للتجار موقفهم "اشترينا بالغلا بدكو تنتظروا علينا شهرين لحين نفاذ الكميات".
مواطن غاضب اتصل بي صباح الامس قائلا "اموت واعرف شو معنى قول الوزير عن كثب" ويزداد المواطن غضبا فيقول "بدنا اياه يحط ع النار بدنا يشعر معانا, نشفنا من قلت الزفر ومعاليه بتفرج علينا وهالتجار طايحين فينا سلخ.."
ايها السادة الوزراء, يقول المثل الشعبي (قبلنا بالهم والهم ما قبل فينا) هذا هو حال المواطن الاردني الذي لم يعد يفهم لكم سرا, وانتم تتفرجون عليه من دون جدوى ومن دون ادنى فعل لوقف الاستغلال في الاسواق, حتى في السلع والخدمات التي رفعتم الضريبة عنها, ما هو موقفكم ايها السادة اذا ما عادت الاسعار الى الارتفاع?
أيها السادة الوزراء, لا نريد وعيدكم وتهديدكم, لا نريد أن تقفوا مع الناس ضد أي طرف, بل نريد ان تعدلوا بين الناس وتعطوا كل واحد حقه, وليس مقبولا أن تبقوا تتفرجون علينا, وامريكا (ام الاقتصاد الحر) شمرت عن ذرعانها وتدخلت في الاسواق حماية للبلاد والعباد, اما انتم فتخشون مجرد الحديث عن دور في ضبط الاسعار.0