رسالة إلى معالي سليم سقيم
المحامي محمد الصبيحي
25-01-2017 11:28 AM
معالي السيد المبجل لقد استوقفني تساؤل عن سبب منح الوزير ومن هم في مرتبته من رجال الدولة لقب (معالي) ؟؟ فوجدت الحكمة من ذلك أن كبار رجال الدولة يتمتعون بمعالي الاخلاق والصفات ويهتمون بمعالي الامور ومكانهم معالي المناصب. وبهم ترتقي الدولة الى مصاف عالية بين الدول .
ووجدت أنه اذا فقد اصحاب المعالي هذه الصفات الرفيعة أو تسلل من يفتقدونها الى مناصب الدولة العليا وتولى الامور من اقصى معالي اهتماماته كيف يملأ جيبه وبطنه تراجعت الدولة وهبطت من عليائها الى الحضيض .
ووجدت أن أرفع معالي الاخلاق التي نسبت الى أصحاب ( المعالي ) يقظة الضمير وأن ارفع الامور التي يتصفون بها أو يجب أن يتصفوا بها العفة عن المال العام والسعي في خدمة الصالح العام والرقابة على من هم دونهم في المنصب وتحت رئاستهم ومسؤوليهم .
وتساءلت عن سبب منح رؤساء الوزراء لقب ( دولة ) فالدولة في الفقه الدستوري والعلوم السياسية ( ارض وشعب ونظام حكم ) فهل يعقل أن الاردن دولة وكل واحد من عشرات الرؤساء دولة واحدة ؟؟ الاردن دولة والرئيس الملقي – مع الاحترام – دولة وحدة ؟؟
فاذا كان لقب ( دولة ) معنويا فقط فأيهما اجل وارفع لقب ( دولة ) أم لقب ( معالي ) ؟؟
الجواب بالتأكيد لقب معالي لأنه يعني كل ما هو عال ورفيع من الاخلاق والضمير والسلوك، وهي صفات أقرب ما تكون الى صفات الرسل والانبياء .
ولما كانت عظائم الامور من اختصاصكم ويقظة الضمير من صفاتكم واحقاق الحق بين الناس من مهامكم والحرص على المال العام نبراسكم فكيف تدعي يا صاحب ( المعالي ) ان سقما أقعدك وعجزا أصابك ووهنا دب في مفاصلك ضريبة دفعتها من صحتك لخدمتك الدولة والشعب وتضحيتك من اجل الوطن فيصرفون لك بدل ( علة ) عشرات الالاف من الدنانير اخذت من قوت الشعب ومن بيت مال المواطنين ومن كلفة علاج اطفال وشيوخ عجزت الدولة أو تقاعست عن علاجهم ؟؟ في الشرع هذا حرام وفي القانون هذا ممنوع.
يا صاحب المعالي أرجوك لا تهبط بنفسك ومنصبك فان الضرر لا يصيبك وحدك وانما يمس مرفقا عاما من مرافق الدولة، فارجع الى بيتك رافع الرأس مرورا بوزارة المالية لإعادة ما صرف لك من مال الوطن دون وجه حق ليظل زملاؤك يذكرونك بخير.
ايها الناس ان السقم في الجسم ابتلاء من رب العالمين أما السقم في الضمير والعقل فمما جنت أيدينا.
وأخيرا أقول أذا كان رئيس الوزراء قرر عدم تعيين من يصرف لهم بدل (معلولية) فان الاولى أن يتم انهاء خدمات من يصرف لهم ذلك زورا وهم بكامل صحتهم ويجلسون في مناصبهم.
وبعكس ذلك أقول : قديما قالت العرب : اذا لم تستح فاصنع ما شئت، وحديثا أقول اذا كنت صاحب ( معالي ) فاصنع ما شئت !!