منع اعتصام "ذبحتونا" أمام التعليم العالي
24-01-2017 04:11 PM
عمون- منع محافظ العاصمة الوقفة الاحتجاجية التي دعت لها الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا"، أمام وزارة التعليم العالي ظهر اليوم العالي تحت شعار " لا للقبول المباشر .. الجامعات للفقراء أيضاً".
واعتبرت الحملة أن قرار المنع يؤكد على أن الذهنية العرفية هي التي تحكم توجهات وسياسات الحكومة، وأن مجلس التعليم العالي مصر على توجهاته بالقبول المباشر. كما أبدت الحملة استغرابها من أن يتحول صرح أكاديمي وتعليمي كوزارة التعليم العالي إلى العقلية العرفية ويرفض تقبل الرأي الآخر. وأكدت الحملة أنها ماضية بخطواتها التصعيدية في مواجهة السياسات الحكومية بكافة الطرق والوسائل السلمية التي كفلها لها الدستور.
ورغم منع الوقفة الاحتجاجية، إلا أن وفداً من الحملة ممثلاً بالطالب محمد القصراوي والدكتور يزن الهيجاوي، قام بتقديم رسالة إلى وزير التعليم العالي تسلمها أمين عام الوزارة بالوكالة، طالبت فيها الحملة وزير التعليم العالي بالتراجع الفوري عن التوجه للقبول المباشر في جامعتي الأردنية والعلوم والتكنولوجيا، والذي سيؤدي إلى رفع الرسوم في هاتين الجامعتين بنسب تتجاوز ال150%.
وأكدت الحملة في رسالتها، أن مضي مجلس التعليم العالي باعتماد القبول المباشر، وسعيه إلى إلغاء القبول الموحد له عواقبه الخطيرة على الطالب والجامعة ومخرجات التعليم والعملية التعليمية برمتها. ونقدم لكم تالياً أهم ملاحظات الحملة على هذا التوجه الخطير:
1_ إن القبول المباشر سيصاحبه عملية رفع كبيرة للرسوم الجامعية لبرنامج التنافس، فهو يعطي الحق لإدارة الجامعتين ومجلسي أمنائهما للتحرر من رسوم التنافس في القبول الموحد، ورفعها بنسب كبيرة، بل وكبيرة جداً. ويؤكد مشروع القبول المباشر الذي تم طرحه سابقاً قبل سنوات وتم التراجع عنه أن الرفع سيتم على الكليات الطبية والهندسة بنسب كبيرة.
فوفق هذا المشروع سيتم رفع رسوم كليتي الطب والطب الأسنان من 45 دينار في الأردنية و36 دينار في العلوم والتكنولوجيا لتصبح 100 دينار أردني أي أن نسبة الرفع ستتراوح بين ال110%-180%. كما سيتم رفع رسوم الهندسة من 21 دينار لتصبح من 50-70 دينار أي أن نسبة الرفع ستتجاوز ال150% بل قد تصل إلى 250% في حال تم اعتماد مبلغ 70 دينار للساعة.
2_ إن القبول المباشر، في ظل حجم الفساد الإداري في جامعاتنا الرسمية، سيعطي المجال للواسطة والمحسوبية واستخدام النفوذ ليكون له السطوة على القبول الجامعي، فيما يتسم القبول الموحد بأنه يعتمد امتحان التوجيهي كمرجعية وحيدة للقبول وهو الامتحان الذي نفخر في الأردن أنه لا يزال الأكثر نزاهة وشفافية ولم يصله الفساد حتى اللحظة، كما أن امتحان التوجيهي يتمتع بمصداقية عالية وكبيرة لدى المواطنين.
3_ إن اختيار جامعتي العلوم والتكنولوجيا والأردنية لاعتماد القبول المباشر فيهما، يؤكد مخاوف الحملة الذي عبرت عنها سابقاً، بأن تتحول هاتين الجامعتين لتصبحا جامعتين للأغنياء فقط، وحرمان الفقراء من دخولهما، وذلك كون هاتين الجامعتين تتسمان بشدة الإقبال عليهما وحصولهما على حصة الأسد من طلبة الموازي والدولي وعلى حساب أعداد المقبولين على التنافس. كما أن هذه السياسة ستكرس الطبقية في الجامعات، بحيث يصبح لدينا جامعات للأغنياء تتمثل بالأردنية والتكنولوجيا وأخرى للفقراء تتمثل بآل البيت والطفيلة والحسين.
4_ إن القبول المباشر وحصر التعليم بالأغنياء، سيؤدي إلى المزيد من التراجع والتدهور في مخرجات التعليم العالي، والذي كانت الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي قد حذرت من خطورته. وهو الأمر الذي يعني ضرب سمعة جامعاتنا وخريجيها.
كما طالبت الحملة وزير التعليم العالي تفهم الظروف المالية الصعبة والعصيبة التي يعيشها المواطنون نتيجة الأزمة الاقتصادية والقرارات الحكومية الأخيرة. فالمواطن لم تعد لديه القدرة على تحمل المزيد من الأعباء الاقتصادية، ولم يعد قادراً على تقبل أية أعباء مالية إضافية. كما نأمل منكم أن يتم وضع سياسات وقرارات التعليم العالي بما يخدم العملية التعليمية، وألا يكون العامل المالي هو المسيطر على سياساتكم وقراراتكم.
كما أشارت الحملة في رسالتها إلى ضرورة إعادة النظر في رسوم التنافس المرتفعة في جامعاتنا وبخاصة الجامعة الهاشمية والبلقاء وجامعة اليرموك، والتي أصبحت فيها ساعة التنافس في كلية الطب 100 دينار أردني وهو رقم فلكي بالنسبة للمواطن. أما أن يكون التوجه نحو المزيد من رفع الرسوم فهذا أمر في غاية الخطورة وله تداعياته على الصعيد الطلابي والأكاديمي والمجتمعي.
وختمت الحملة رسالتها مطالبة الوزير بالتراجع الفوري عن هذا القرار، والعمل على إعادة النظر بنسبة الطلبة المقبولين على البرنامج الموازي والدولي في هاتين الجامعتين والتي تجاوزت ال 70% في بعض التخصصات. وأن يتم العمل على إعادة النظر في رسوم التنافس المرتفعة في معظم الجامعات الرسمية، ويمكننا أن نقدم لكم دراسة تفصيلية بالأرقام لهذه التخصصات.