facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل نحن موحدون في مواجهة الخطر ؟


شحاده أبو بقر
24-01-2017 03:22 PM

تبدو الصورة العامة لبلدنا كما لو أن قلة منا فقط هم من يدركون حجم الخطر الإقليمي المحيط بنا هذا الأوان، فحراكنا السياسي؛ حزبيا كان أم عبر وسائل التواصل وسوى ذلك، وسائر نشاطنا السياسي الشعبي العام، منغمس وبالكلية في الهم الداخلي المتصل بظروفنا الاقتصادية، في زمن بات واضح فيه افتقارنا لخبراء اقتصاديين حقيقيين يجترحون أفكارا إبداعية تنهض باقتصادنا، خارج نطاق الاجتهاد المحاسبي الوظيفي المجرد الذي يجبي أموالا أكثر من جيوب الناس لا أكثر ولا اقل ! .

نعم ، يتسلى الكافة من مستخدمي ما يسمى وسائل التواصل ، بانتقاد الاداء العام للدولة على الصعيد المحلي ، وبنهش كرامات بعضنا البعض ، حتى أن شيخا جليلا كريما عبر وحذر مما يتهددنا ، لم يسلم من الأذى المتعمد على نحو غير مسبوق لم يطل غيره ممن مارسوا الفعل ذاته ! ، دون أن نرى او نسمع أحدا يولي ما يجري عند حدودنا الشمالية الشرقية وما يجري غربا وحولنا من مخاطر كبيرة ما يستحق من اهتمام ! 

على الدولة أن تصارح الناس بحقيقة أن الظروف قد تغيرت من حولنا تغيرا جذريا بقدوم إدارة أميركية جديدة لا نستبين حتى الآن ماذا يدور في ذهنها بالضبط ، إزاء القدس والقضية الفلسطينية من جهة ، وإزاء الحربين المستعرتين عند حدودنا في سورية والعراق تحديدا من جهة ثانية ،أو حتى إزاء علاقاتنا التاريخية مع تلك الإدارة وماذا تريد منا ، نحن الذين نتلقى مساعدات مالية وعسكرية منها تتجاوز المليار ونصف المليار دولار سنويا ، من جهة ثالثة ، في وقت نعاني لا بل نكابد فيه ظروفا مالية واقتصادية وجيوسياسية غاية في الصعوبة والتعقيد . 

نعم ، تغيرت الظروف من حولنا جذريا ، ونحن منشغلون بالهم الداخلي برلمانيا وحزبيا وحراكيا وبالرواتب والمعلولية وبمن استقال ومن أقيل ومن عين ومن سيعين وسوى ذلك من أمور لا ترقى إلى مستوى ما قد يتهددنا من خطر، أو ما قد يملى علينا أو ما سنجد أنفسنا في مواجهته دون سابق إنذار ! . 

حاولت حكومتنا فتح نافذة العراق اقتصاديا وما زالت ، وها هو المالكي عراب إيران في العراق ينذرنا سلفا بتمزيق كل ما تم الاتفاق عليه مع بغداد ، وحاولت دولتنا تبريد علاقتنا بسورية ، ولا نجد همسة معلنة في هذا الاتجاه من الطرف الآخر ، فإيران ونفوذها موجود هناك تماما كما هو الحال في العراق ، أما غربا ، فالمصيبة أعظم ، إذا ما كانت الأولوية للإدارة الاميركية الجديدة ، ضم المستوطنات للكيان الإسرائيلي ، ونقل سفارتها إلى القدس ، والله وحده أعلم بما سيسفر عنه ذلك ! . 

المنطقة كلها اليوم تحديدا في ورطة كبرى ، ونحن في الصميم منها ، ومع ذلك ، فنحن منشغلون وبالكلية بالهم الداخلي حتى العظم ، نتبادل التلاوم  والاتهامات وحتى الشتائم ، ونبدو كما لو كنا غافلين عن الآتي المجهول تماما ! ، بينما تجهز التنظيمات الإرهابية أحزمتها الناسفة وسياراتها المفخخة بالقرب من حدودنا ، تنفيذا لتعليمات غرباء أوجدوها وجعلوها سبة في وجودنا ، وخنجرا في خواصرنا ، بعد أن غرر قادتها الذين صنعوهم ، بالكثيرين من شباب الامة باسم الدين ، وزينوا لهم قتلنا طريقا للجنة ! ولا حول ولا قوة إلا بالله. 

لا مجال أمامنا إلا أن نتوحد استعدادا لزمن وشيك لا نعرف معطياته وتطوراته ومفاجآته ، ففي الانباء ، أن جلالة الملك يستعد للقاء مهم مع الإدارة الاميركية الجديدة التي تثير قلق وانشغال العالم كله ، وهو لقاء لا بد أن غايته سبر غور تلك الإدارة والتعرف على نواياها ومخططها نحونا ونحو منطقتنا وقضاياها التي باتت جميعها، قضايا أردنية وبامتياز ! 

 

ويبقى السؤال ، هل نحن موحدون الآن في مواجهة المجهول القادم ، والجواب هو لا حتى اللحظة ، وهذا واقع مؤلم يستنهض هممنا جميعا للتوحد ، كي يكون بمقدور الملك أن يخاطب الادارة الاميركية الجدلية الجديدة ، باسم وطن موحد وشعب موحد له رأي موحد وموقف واحد غير قابل للتأويل . 

وعلى حكومتنا وسلطاتنا كلها في المقابل ، أن توحد خطابها السياسي الإعلامي الموجه لشعبنا كله ، وأن لا تتردد في توضيح المشهد الإقليمي والدولي وانعكاساته علينا ودورنا فيه ، وبكل الشفافية والصراحة ، لنكون جميعا أمام مسؤولياتنا في مجابهة أية مخاطر أو تحديات ستواجه بلدنا ومنطقتنا ، فلم يعد هناك مجال للتسكين والتغاضي عن التأشير إلى الخطر أيا كان مصدره ! فالظرف والوقت معا، ما عادا يسمحان بشيء من ذلك أبدا أبدًا، والله من وراء القصد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :