الأردن والدور التاريخي في ظل ترامبد.منجد فريد القطب
24-01-2017 03:42 AM
تم تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وقد ترافقت حملته الانتخابية مع احتمالية نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة وبما تحمله هذه الخطوة من دلالات سياسية وتداعيات على إسرائيل ودول الجوار ومخاطر اندلاع أعمال عنف بشكل يهدد العملية السلمية المتعثرة أصلا برمتها. لطالما حذر الأردن كونه الحارس الأمين والوصي التاريخي على المقدسات الإسلامية والمسيحية من مغبة أعمال أحادية الجانب ومن الانتهاكات الممنهجة والخطيرة بحق المقدسات الإسلامية ومحاولات إسرائيل تغيير الواقع الديموغرافي والديني والتاريخي للمناطق المقدسة والمحتلة وطمس الهوية العربية انتهاكا للقانون الدولي والشرعية الدولية والقانون الدولي الانساني . الخطوة ان تمت ستكرس سيطرة إسرائيل على المدينة المقدسة باعتبارها جزءا من دولة إسرائيل وقد تكون مقدمة لإحياء فكرة الوطن البديل التي طالما أيدها اليمين الإسرائيلي كفكرة للتنصل من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية. الأردن يرتبط بعلاقة تاريخية متجذرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأسريا وجغرافيا وانسانيا بالقضية والشعب الفلسطيني. ودور المملكة الهاشمية عبر التاريخ باحتضان المقدسات بشقيها الاسلامي والمسيحي واعمار الحرم الشريف بكامله على 144 دونما وترميم المزارات والعتبات والأماكن المقدسة واعتبارها جزءا من الارث الحضاري العالمي واعتبار القضية الفلسطينية على الرغم من الأحداث الجسام التي تعصف بالمنطقة مركزية بالنسبة للعالمين العربي والاسلامي بل وقضية تشغل الضمير الإنساني الحي لا يمكن التنكر له. بالمقابل علاقة الأردن بالولايات المتحدة الأمريكية علاقة تاريخية عابرة لكلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري كون الأردن يلعب دورا محوريا بالوقوف سدا منيعا حصينا ضد الإرهاب الدولي العابر للقارات والأديان والحضارات والشعوب وكون الأردن يلعب دورا عالميا انسانيا بتقديم المساعدات الصحية والإنسانية والاجتماعية والتعليمية والخدماتية والمؤسساتية والتنموية للاجئين السوريين والفلسطينيين والعرب على السواء. و من هنا يمكن للأردن بقيادة الملك لعب دور تاريخي لعبه منذ الأزل وحان الأوان للإعلام بأن يلعب دورا نبيلا ويحمل رسالة ثقافية حضارية مشرقة تؤكد بأن الأردن لن يقبل بأقل من دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وما يمكن لهذا الحل العادل والشامل من اضعاف وتيرة الإرهاب الدولي وسحب البساط من تحت أقدام الإرهابيين الذين يستغلون غياب الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية في استقطاب الشباب وتغذية مشاعر التطرف والغلو والإرهاب الذي يعد المسلمين والعرب أبرز ضحاياه.
القدس العربي. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة