ثمة حديث بيننا لم ينته، ورعشة لم تهدأ، ولحن لم نغنيه ، وأبجدية عشق لم تزل تنتظر أن نكتبها معا، وليل لم يغفُ حينا بين ذراعينا... ووشوشة تخبرك... "أحبك كما أنت".
ربما هذا الحنين طريقنا في البقاء، نصغي إليه كلما تعب الحب فينا، ونكتفي بما يمنحنا النهار أحيانا من ايماءات تكون جذوة لحاضر نرى فيه ما ينقصنا...
أحدق في ظلك بين حين وآخر، أبلّور ساعاتي كيفما يحلو لك، أحتسي في غيابك القليل من القهوة، ذاك الفنجان الذي وعدتني به يوما... وأحتفظ بهدية لك منذ أعوام مازالت مغلفة بخيوط زرقاء اللون من صنع يدي، اشتريتها في ميلادك...
ألمع مراياي، أرتب تفاصيلي، أنتقي قميصي الحريري، أُُزين يدي بإسوارة أحببتها، وأهمس لها عن شوق لم يرتو بعد، وأعدّ نفسي لك...
هل انتظرتُ كثيرا لتطل شهوة روحي على جسدي بين أصابعك؟.
أرنو... أقف على رؤوس قدمي لأراك، فيرن قلبي برجع الصدى، وإشارة تهبها لي كلما هبط المساء، تخذلني، ولا أحس إلا بنبض الخسارة التي تدب في أوصالي...
وأعيد الهدية إلى حيث كانت ... ويتسلل إلي خذلانها ...
"أشتاقك كما أنت..."
تتلمسني أناملي لتعيد إلي نفسي، أستفيق على وجع، ألملم ما تبقى مني، أعاود النهوض. أبدأ يومي بالبحث في كلماتك، أو "صباحك سكر"، تذكرتني فأرسلتها لي ، فلا تسعني أرضا ولا سماء، وأقرأ طالعي وطالعك في الصحف، لأطمئن على أحوالك، وما يخبيء لنا يومنا ، فلا أصدق إلا ما أريده، وما لا يعجبني أضع له الكثير من التفاسير، لأنعم ببعض الهدوء، وأعلل، وقد تهبني بما لا يحتمله قلبي من لقاء ربما يحدث يوما.. كالعادة... وأعطيك تلك العلبة...
كل شيء كان يبدو أجمل، صباحاتنا، خطواتنا الموشومة بالخفة، الطريق الذي قطعناه، كلمات رشقناها بيننا، حضورك الشقي، صوتك الذي يسكنني، حتى تعبي كان أقل ايلاما...
أحبك كما أشتهي...
أيامنا كانت أكثر "كركبة"، نسغنا منها أريجا مازال عالقا فينا... أرواحنا أكثر فوضى، رشرشنا الوله على الأشياء التي رأيناها ، ترقرقت حبيبات الوجد الساكتة في أوردتنا، أنبتنا الياسمين في كل زاوية كانت خارجة عن السياق، شهدنا من أحلامنا ما نبوح به الينا، ونموج بنداءاتنا، وتهنا في أجمل حكاية...
أحبك كما أرغب
ادنُ قليلا... لأثرثر كالعادة عنك إليك،. ادنُ أكثر، لأصطلي بنيرانك فيهدأ هذياني...
و لأتنسم عبيرك الذي أيقظني من سباتي...
أحبك كما تريد أنت...