ينتظرون الملك ليفعل كل شيء
د.مروان الشمري
23-01-2017 03:48 PM
منذ تسلمه مقاليد السلطة عام ١٩٩٩، أخذ القائد المفدى على عاتقه مسؤولية الانتقال بالأردن من مرحلة الجمود في الممارسات المؤسسية للدولة الى مراحل اكثر كفاءة وفاعلية بمقاييس الدول الحديثة، وقد بدأ منذ اليوم الأول بكل حرص واخلاص بتنفيذ رؤى استراتيجية على المستويين الكلي والجزئي وبرؤى تتصدى للجمود والتقدم الضعيف في المجالات ما كان منها اقتصاديا، او اجتماعيا، و سياسيا، وذلك بتوجيه الحكومات لاتخاذ نهج فعال، مرن، قائم على الانخراط اكثر مع القواعد الشعبية والمؤسسات المدنية وصولا لتحقيق ما يصبو اليه المواطن الأردني من تقدم ورفعة.
حرص القائد في كل الفترات السابقة على ان يكون المبادر ، تقريبا في كل المشاريع التي ساهمت بتحقيق بعض الإنجازات على صعيد مؤشرات التعليم، الصحة، والمؤسسات العسكرية والأمنية. كانت الحكومات المتعاقبة كالعادة تحاول الزحف ببطء نحو ما يصبو اليه الملك، ولان هذه الحكومات كما يبدو لم تعتد بعد على الرتم السريع الذي يحلم به المواطن ويريده الملك، ولأنه في احيان كثيرة قد تتصادم اجندة الوطن مع اجندات بعض المجموعات المؤثرة، فقد كان الملك هو الملاذ للشعب في كثير من المناسبات عندما كانت تصل الأمور لمرحلة العقدة والنفق المسدود.
مؤخرا وبعد الظروف الاقتصادية التي أنتجتها سياسات حكومية متعاقبة لم تكن فعالة ولا ريادية ولا مختلفة ولا طويلة الأجل، دشن القائد حملة شاملة بدأت بإعطاء التعليمات المباشرة للحكومة بالبدء بخفض النفقات الفعلي وتخفيض رواتب الفئات العليا والاخذ بالمقترحات الاقتصادية المقدمة من الخبراء والأكاديميين والنواب والاستماع للراي العام واحترامه كما ركز القائد في كل إطلالاته على ذكر المواطن الاردني ورد الفضل اليه بعد الله والتأكيد على شجاعة ووعي الاردني كما ونبه اعلام الحكومة بضرورة احترام ذلك والتواصل مع المواطن بطرق تليق بمواطننا العظيم.
المبادرة مثلا بتكريم المتميزين رياديا واكاديميا او في اي مجال يخدم الوطن والشعب من قبل القائد هي مبادرة غاية في الرفعة والسمو في الهدف والغاية، والغرض منها هو العمل على تشجيع السلوك المتميز اولا، تكريم المتميزين ثانيا، ولكن الأهم من ذلك هو تعميم السلوك على صعيدي الفرد والمؤسسات في القطاعين الخاص والعام وصولا لمرحلة يقوم فيها كل واحد منا بواجباته باخلاص وتفاني كما أقسمنا على ذلك في سبيل الله والوطن وخدمة للشعب الأردني العظيم الذي تحمل وما زال كل المصاعب والذي اعطانا وما زال الدافع للاستمرار بفخر في عملنا.
وتكريم الخدمات الطبية الملكية ما هو الا استمرار لنهج القائد المفدى الذي يركز على خلق الانتماء الحقيقي فعلا وقولا وليس قولا فقط، انه يتمتع بعقلية لا ارى أيا من أفراد حكوماتنا قادرًا على فهم مدى عمقها وفهمها ومدى علو الهمة لدى الملك الانسان ومدى تطلعاته الدائمة لمستقبل أفضل لهذا البلد الطيب وشعبه العظيم.
ما ناسف عليه هو ان الكثير ممن هم في مراكز السلطة سواء صناع قرار كانوا ام منفذين ما زالوا يعيشون في بيرقراطية ما قبل عشرين عاما في ممارساتهم المهنية وما زالوا يؤمنون بالشخصنة والسلطة المطلقة لهم على ما وقع تحت أيديهم من صلاحيات يَرَوْن فيها الفرصة لاضفاء الطابع الشخصي اما تعظيما لذاتهم او محاولة لتحقيق مآرب او لسبب ربما لا نعلمه.
ان انتظار الملك ليقوم بكل شيء يتعلق بالدولة والشعب هو امر محزن، ومن يرى القائد ويحبه ويحب شعبه فعليه ان يكون مبادرا ايضا وسباقا للتميز في القيام بواجباته باخلاص وكفاءة وفاعلية تعود بالنفع على الوطن بغالبيته وعليه ان يؤمن بخدمة الصالح العام وان يتخلى عن الكسل او الشخصنة او المصلحة الذاتية.
ان خدمة الشعب الأردني هي أقصى شرف يمكن ان نناله كأردنيين وان الجنسية التي نحملها ليست فقط هوية او جواز سفر، انها حب التراب والحفاظ عليه، انها حب الشعب وخدمته بكل الطرق التي شرعها الدستور، انها الاقتداء بالحسن ونبذ السيء، انها الإخلاص في الوظيفة العامة، انها الشعور بالانتماء للمجموعة قبل تمجيد الذات، انه الفخر بأردنيتنا يا سادة فلنحسن فخرنا بأردنيتنا أيها الذوات وَيَا أصحاب الصفات أيا كانت اعتباراتكم. لا تنتظروا الملك ليفعل كل شيء.