في الأردن جيش قوي , هو الجيش الوحيد الأكفأ تنظيما وتدريبا.
في الأردن نظام قوي هو الأكثر رسوخا وإستقرارا في المنطقة والعالم .
في الأردن مواطن موال للبلد وللنظام , يختلف قليلا أو كثيرا مع السياسات ويحتج لكنه لا يذهب بعيدا عن مبادئ حفظ الإستقرار والأمن.
في الأردن إقتصاد مستقر حتى في أعتى الظروف ظل يقاوم , يتأزم مرة وينفرج مرة , لكنه يبقى مستقرا حسب تصنيف كثير من الوكلات الدولية .
لماذا قد يفكر المنتدى الإقتصادي العالمي في أن يعقد إجتماعاته الشرق أوسطية في الأردن للسنة العاشرة ربما إن لم يكن كل ما سبق في إعتباره .
دعونا نعود الى آخر تصريح لجلالة الملك , المنطقة في حالة حرب، لكن ذلك لا يمنع من العمل على زيادة النمو الاقتصادي، والحد من بطالة الشباب بواقعية ونبذل جهودا لتوفير الدعم اللازم للأردن، ليس لأننا غير قادرين على دعم أنفسنا، بل لأننا نتحمل أعباء غيرنا أكثر من أي دولة حولنا.
هذه مرحلة من أصعب المراحل التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، وهي ليست أزمة أردنية فقط بل أزمة إقليمية.
يبرز مصطلح عنق الزجاجة كلما إشتدت الأزمة الإقتصادية , لكن هذا الوصف لم يفارق الإقتصاد الأردني منذ تأسيس الدولة فكم عنق زجاجة تجاوزته هذه البلاد ؟.
حذرنا من التهويل وها هو ذا التهويل يخلق من جديد بينما أن الحاجة ماسة لترسيخ الثقة , فهذه دولة وليست شركة قد تتعرض للإفلاس .
الاقتصاد الأردني قادر على توليد دخل وإن كان اليوم يستند الى أساسيات بعضها هش بسبب الظروف الإقليمية المحيطة وتراجع الإستثمار الخارجي والمحلي إما بسبب العراقيل أو المخاوف لكن أكثر الأساسيات التي يرتكز اليها الإقتصاد صلبة فالنمو لا يزال إيجابيا والاستثمارات المحلية والأجنبية لم تهاجر ، و احتياطيات البنك المركزي من العملات الأجنبية في وضع جيد (أكثر من 10 مليارات دولار) ،والصادرات الوطنية تناضل في وجه ظروف قاهرة ورغم تراجعها الا أن التصدير مستمر , ومؤشر الإستيراد يدل على كفاءة السداد وإلا لما تمكن التجار من جلب كيس أرز واحد والدخل السياحي على تراجعه يتحقق وإن قل فهو يراوح عند مستواه ، و أعباء المديونية الخارجية للحكومة في حدود آمنة قياسا للناتج المحلي الإجمالي 30% عجز الميزان التجاري عند معدلاته يزيد أو ينقص تبعا لفاتورة النفط ، أنظر أيضا الى حجم الودائع في البنوك فقد إرتفعت الى 33مليار دينار.
إفلاس الدول يعني عدم قدرتها على الوفاء بديونها أو الحصول على أموال لتغطية كلفة ما تستورده من البضائع والسلع، وفي كل الحالات التي لجأت فيها دول الى الإفلاس كانت غير قادرة على دفع ديونها، أو تسديد جزء صغير منها أو إنهيارها بسبب خسارتها لحرب والأردن لم يخسر حرباً بل هو يكسب حتى الآن كل حروبه الإقتصادية والسياسية ومعركة ضد الإرهاب ..
حتى نماذج الدول في جوارنا التي لا تزال فيها الحروب مستعرة والدمار أتى على كل شيء فيها هي لا تزال دولا قائمة بغض النظر عن شكلها وقوتها وحدودها وسيطرتها والأردن ليس مثلها ولن يكون .
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي