كتابة على حائط في أم الحيران !!
خيري منصور
23-01-2017 12:32 AM
من لم يحركوا ساكنا حين سحق جنود الاحتلال والمستوطنون عظام الاطفال الفلسطينيين وعندما تحول القطاع الى اطلال، لن يجدوا ساكنا يحركوه حتى لو صرخت ام الحيران وأسمعت من به صمم كما قال المتنبي، فهي ليست اول السطر في هذا الكتاب الاسود منذ هدمت اسرائيل مئات القرى وترجمت اسماءها ولم تسلم من جرافاتها البيوت العزلاء تماما كما لم تسلم الامريكية راشيل كوري التي امتزج دمها ونخاعها بالطين واحتضنته جذور التين والزيتون والصفصاف!.
ما من معتصم او عاصم لأم الحيران وشقيقاتها في تلك الجغرافيا الحزينة المقدسة، فقد اصبح على الفلسطيني اذا شاخ ان ينحت عكازه من عظم ساقيه، ويتعدد في وحدته، ثم يتوحد رغم تعدده!!.
ان هذه الحلقة السوداء ليست الأخيرة في مسلسل العبرنة والأسرلة وأخيرا التهويد، فالحبل على الجرار، والأمة التي فقدت الشدّة على حرف الميم فهي فخار يكسر بعضه، وجريح يلعق دمه ويجهز على ما تبقى فيه من حياة !.
ان تدمير قرية او مدينة او حتى بلاد برمتها وقضّها وقضيضها ليست نهاية المطاف في هذه الدراما التاريخية، وسيبقى حفيف الزيتون بالعربية وابجديتها الخضراء الرسولية حتى لو احرق او خلع من جذور جذوره!.
ما يدهشني حتى زوغان العينين ليس ما تفعله الدبابة وتوأمها الاستيطاني الجرّافة، فذلك طالما حدث في التاريخ ، ومن غزاة بمختلف الهويات واللغات، لكن المثير حتى التقّزز والغثيان الذي يصيب الدماغ لا الأحشاء هو هذا التخلي وهذا التماوت على طريقة البعير لكي ينجو ! لقد بُحّت اصوات جنين ومخيمها ونابلس وجبل نارها وغزة ومقابرها التي تعج بالموتى الأحياء، لكن الصوت لم يصل الى الأحياء الموتى !!.
اعرف ان هذه الكلمات وغيرها تدور في فلك اضعف الايمان، وانها سوف تكون في مهب الرياح لأنه لا حياة لمن تنادي .
ام الحيران ليست خاتمة المطاف والوطن العربي الذي صار اسمه العالم العربي من الماء الى الدم لن ينجو اذا تماوت كالبعير او اذا صدق اسوأ وأردأ وانذل موعظة توارثها وهي «انجُ سعد فقد هلك سعيد» !!.
الدستور