يملك العرب الذين يتبنون مبادرة السلام العربية المنبثقة عن قمة بيروت , الموافقة على نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس الغربية كما يريد ترمب , ولكن شريطة أن يتم ذلك بالتزامن مع إفتتاح سفارة أميركية ثانية في القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين , على أن يتبع ذلك فورا , نقل مؤسسة السلطة الفلسطينية إلى القدس الشرقية , كمقدمة لقيام جميع دول العالم التي تعترف بدولة فلسطين , بفتح سفارات لها في القدس الشرقية .
بغير ذلك , فإن نقل السفارة الاميركية إلى القدس بإعتبارها عاصمة موحدة لإسرائيل ! , هو بمثابة إعلان حرب أميركية على سائر العرب والمسلمين , وتحد صارخ لكل المواثيق والأعراف الدولية , ونسف لمعاهدات السلام وكل توجه نحو السلام العادل والشامل , وإستباحة كاملة للقدس الشريف ومقدساتها الإسلامية والمسيحية , وتنكر واضح لكل القيم الإنسانية والدينية والاخلاقية على حد سواء .
قبل العرب من خلال مبادرتهم للسلام , بوجود إسرائيل , وأعلنوا إستعدادهم لتطبيع العلاقات معها عبر سلام كامل وشامل , مقابل إنسحابها الكامل من الاراضي العربية التي إحتلتها في حرب عام 1967 وما بعدها , وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الارض الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس , ورد عليهم المقبور شارون فورا بإجتياح قطاع غزة !
اليوم لا بد من مواجهة مخطط ترمب ونتنياهو بما يستحق وفقا للمبادرة ذاتها , والجامعة العربية مدعوة اليوم لتبني قرار عربي رئاسي يطالب واشنطن بفتح سفارة لها في القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين , قبل نقل سفارتها إلى القدس الغربية تحديدا , إن كانت معنية بالسلام وبالإستقرار في الشرق الأوسط , وإلا فإن الشعوب العربية والإسلامية جميعها , ستواجه مخططها المعلن بما يستحق من رفض وتحد , وستعتبر أن أميركا هي العدو الأول الذي يستبيح أرض ومقدسات وكرامات العرب والمسلمين جميعا . الله من وراء القصد .