لا يحتاج الامر الى عناء كبير لندرك ان خطبة الشيخ احمد هليل التي اثارت ردود فعل كبيرة لا تعبر عن الدولة الاردنية وليست اكثر من محاوله من الشيخ لتقديم شيء في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه الدولة، لأن الاردن وعبر كل العقود لم يكن يتعامل مع قضيه المساعدات من الأصدقاء والاشقاء بهذا المنطق وهذه اللغة، فالأردن مثل معظم الدول العربية يعتمد على المساعدات وكانت تلك المساعدات قبل عقود تقر من القمم لمصر وسوريا والأردن وكثير من الدول .

وهذه المساعدات التي تتلقاها الدول هي جزء من منظومة معادلات السياسة الدولية والإقليمية وليست تسولاً؛ اي هي مصالح مقابل مصالح ، فالعرب كانوا يساعدون الاردن وسوريا ومصر ولبنان لأنها كانت دول الطوق مع كيان الاحتلال ، والخليج وقف الى جانب العراق ضد ايران لأنه كان يؤدي دوراً في حمايه الخليج ، فالأمر ليس تسولاً او صدقات؛ بل جزءا من منظومة المصالح .

لكن ما أثار الناس في حديث الشيخ هليل هو غياب إدراك كلمه سر الأردنيين التي غابت ايضا قبل أسابيع عن بعض الوزراء في احداث الكرك ، فالأردني لديه اعتزاز كبير بكرامته وهويته ، ولا يقبل من احد ان يضع كرامته في ميزان مقابل اي شيء آخر مهما كان ، والأردنيون رغم قلة الامكانات يتعاملون مع الاشقاء والاصدقاء باعتزاز بأنفسهم ، وكل ثقافه الأردنيين تقوم على الكرامة والشهامة والرجولة ،وحتى معادلات علاقاتهم مع الاشقاء فإنها تقوم على التوازن وليست على تلقي الصدقات ، فالأردن قدم ويقدم لأمته وأشقائه الكثير، والجميع يعلم هذا.

لن أتوقف عند ملف المساعدات التي جفت خلال السنوات الأخيرة وتحولت الى نوع جديد محدود ،لكن ما يعنينا ان لا يغيب عن ذهن اي مسؤول كلمة سر الأردنيين واعتزازهم بأنفسهم ، فالشعب الذي يطارد الإرهابيين ويمجد الشهداء لا يمكن لأحد ان يقدمه على صورة قد يفهمها البعض على أنها على حساب كرامة الاردني وعزته .

احد عوامل القوة في تعامل القيادة الأردنية انها ادركت كلمة السر التي نراها اليوم تغيب عن البعض .