لماذا نضعف صحافتنا؟حلمي الأسمر
22-01-2017 01:23 AM
صحفنا الورقية، هي منابر رأي عام، تخدم الوطن، وتشكل منصة للخطاب الوطني المعتدل، الذي يحرس الجبهة الداخلية، خاصة في ظل الانفجار المعرفي، وسهولة تداول الإشاعات والأنباء الكاذبة، بعد أن وفرت وسائل التواصل الاجتماعي منابر مفتوحة وبشكل دائم لكل من هب ودب، من هنا يبرز دور الصحافة الوطنية في ترشيد تبادل المعلومات، وحماية الرأي العام من الإشاعات والتقولات، ووجب على دولتنا أن تولي هذا القطاع ما يستحق من اهتمام، كي يبقى واقفا على قدميه، لا أن تخصه بإجراءات تعيق عمله، دون نظر إلى الدور الحضاري والوطني الذي تقوم به، ودون اعتبار لكونها استثمارا مختلفا تماما عن أي استثمار اقتصادي بحت، صحيح أن مؤسساتنا الصحفية ليست فوق القانون، ولكن التعامل معها باعتبارها استثمارا يخضع فقط لقانون الربح والخسارة «الأصم» فيه ظلم كبير ليس للمؤسسة الصحفية فقط، بل للقارىء والوطن، أيضا، فمهما قيل عن ضمور دور الصحافة الورقية لصالح وسائل الإعلام الحديثة الأخرى، إلا أنه لم يحن بعد وقت إصدار شهادة الوفاة لهذه الصحافة، فلم تزل هذه الصحافة جزءا من الذاكرة الجمعية الوطنية، خاصة في بلادنا، حيث لم تزل طاعات واسعة من الموطنين مدمنة على «شم» ورقة الجريدة مع تناول قهوة الصباح، وحرمان هؤلاء من هذا الإدمان، باستهداف المؤسسات الصحافية بالضرائب والقضايا والملاحقات القانونية، مع أزمتها الاقتصادية الخانقة، يؤذن بشر مستطير، ليس لأنها لم تزل مصدر رزق لآلاف العائلات الأردنية فقط، بل لأنها قادرة على أداء رسالتها ولو على نحو جزئي، لكنه ضرورة لا غنى عنه، حتى مع محاولات إضعافها وإنهاكها، بقصد أو بغير قصد! |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة