خبراء: نقل السفارة الأمريكية يعني فقدان القدس
21-01-2017 12:42 PM
عمون- عبدالله مسمار و عبدالسلام الخصيلات- تسلم يوم أمس الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سلطاته رسميا بعد انتهاء فترة باراك اوباما وينتظر العرب على وجه الخصوص الأيام القادمة بقلق شديد مباشرة ترامب أعماله كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية تخوفا من قرارات قد أوعز ووعد بتنفيذها خلال حملته الانتخابية تصب أهمها بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس المحتلة.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد بادر بالتحذيرات بنسف معاهدة السلام مع الكيان الاسرائيلي في حال اتخاذ أي اجراء بتنفيذ القرار مما يزيد من التوتر والاظطرابات في الاراضي الفلسطينية والمنطقة العربية بشكل عام.
الخبيرة في الشأن الفلسطيني د.نادية سعد الدين أكدت لـ عمون أن اتخاذ هذا القرار يعني فقدان القدس برمتها وعدم الاعتراف الأمريكي بوجود عاصمة فلسطينية اسمها القدس بينما الموقف العربي من الحل السياسي واضح للجميع وهو إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس.
الجانب الشرقي من القدس بطبيعة الحال يدخل في حدود 67 والتي قامت السلطات الاسرائيلية باحتلاله عام 67 فعندما يتم نقل السفارة الى القدس المحتلة يكون المقصود هنا ان القدس كما يدعي الكيان الاسرائيلي هي العاصمة الأبدية لاسرائيل وهنا تكمن الخطورة في مثل هذا القرار وقف ما أكدت سعد الدين.
وأشارت سعد الدين إلى أن اتخاذ هذه الخطوة يعني حسم نتائج العملية السياسية مسبقا، حيث تحتل القدس أبرز قضايا الحل النهائي لحل الدولتين الذي يتبناه المجتمع الدولي والمبادر به من الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها، مما سيؤدي إلى توتر العلاقات ما بين امريكا ودول المنطقة والسعودية صاحبة المبادرة العربية للسلام، الأمر الذي يزيد من تنامي ما يسميه البعض بنزعة التطرف خصوصا بوجود الحركات الاسلامية التي لديها موقف ثابت اتجاه القدس والمسجد الأقصى الذي هو بحد ذاته قضية، بالتالي سنشهد زعزعة امنية في المنطقة وعدم استقرار.
وأضافت أنه بطبيعة الحال نقل السفارة الى القدس المحتلة يرسم خرائط جديدة قد لا تكون حدودية او جغرافية وانما على الأقل حدود سياسية وهذا الأمر يصب بشكل او بأخر في اطار المخطط الأمريكي والغربي بالعموم في المنطقة العربية وما نشهده الآن من توترات ونزاعات وانفلات أمني هو مؤشر الى ما سينتج في هذا الاتجاه.
وزادت الخبيرة "إن القرار نفسه له عدة احتمالات قد تترسخ احداها او تغيب الأخرى خلال الفترة المقبلة فهو جاء ضمن وعود وتوجهات ترامب في حملته الانتخابية وربما يقوم بتنفيذه مباشرة بنقل السفارة منذ بداية ولايته او أن يبقى مجرد وعود واختيار عبارة في الوقت المناسب
ولفتت سعد الدين إلى أن القرار صادر في الشهر العاشر من عام 1995 باغلبية كبيرة من الكونجرس الأمريكي ويعرف بقانون (سفارة القدس لعام 1995) لكن لم يجري تنفيذه بحسب القانون الذي يعطي تقدير الأمر للرئيس، بالرغم من تقديم عدة رؤساء سابقين وعوداً بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.
وأضافت إلى أن هذا القرار سيأخذ زخما جديداً خلال الفترة المقبلة لمصاحبته عدة قرارات مشابهة تتمثل بالتعيينات التي أجراها ترامب في وزارة الخارجية والمقترح بتعيين كوشنر صهر ترامب كمبعوث أمريكي للعملية السلمية في منطقة الشرق الأوسط كلها أمور تعبر بشكل واضح عن الانحياز المفتوح لسلطات الاحتلال الاسرائيلي على حساب الحقوق الفلسطينية العربية كون مواقف الشخصيات التي ستشغل هذه المناصب في الفترة القادمة هم من المقربين بشكل كبير للكيان الاسرائيلي.
اما عن العلاقات الداخلية الفلسطينية فتجد د.ناديا سعد الدين أن تنفيذ نقل السفار إلى القدس المحتلة سيؤجج الشعب الفلسطيني ويعزز موقف حركة حماس والفصائل الأخرى التي تؤكد دوما بأن المقاومة والانتفاضة الفلسطينية هي السبيل الوحيد لمواجهة العدوان والاحتلال الااسرائيلي.
وأوضحت أن منظمة التحرير الفلسطينية أعلنت اذا تم اتخاذ خطوة مثل ذلك فهذا يعني ان الجانب الفلسطيني يسحب اعترافه بالكيان الاسرائيلي ولن يمضي بأي محادثات تتعلق بالعملية السلمية وايضا سيتم تنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني حول وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال.
إلى ذلك أكد رئيس لجنة فلسطين النيابية النائب يحيى السعود رفض الاردن القاطع لنقل السفارة الامركية الى القدس لافتا إلى ان مفتاح السِلم والحرب في المنطقة هو القضية الفلسطينية.
واضاف السعود لـ عمون ان نقل السفارة الى القدس مخالف للشرعية الدولية ويقوض عملية السلام ما يعني وجود دلائل جديدة لصناعة شرق اوسط جديد.
وأكد النائب السعود رفض الشعب الاردني بكافة مكوناته لمثل هذه الاعمال وزاد "لن نقبل بهذا الأمر تحت اي ظرف مهما كلف الثمن وان اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس مصحلة اردنية عليا".
وقال "إن أي قرار بخصوص نقل السفارة سيبطل اتفاقية السلام ويولد حالة من الغليان في الشارع العربي والإسلامي، مشيرا إلى أن الانحياز الامريكي لأسرائيل واضح ومثل هذه الخطوة سيكون لها تبعات سيئة في منطقة الشرق الأوسط على حد تعبيره.