كثيرون حاولوا إعادة رسم صورة للعالم كما سيكون عندما يصبح ترامب رئيس أقوى دولة في العالم. ومعظم الصور التي يقترحونها ليست إيجابية.
هذا حسن ، فالتوقعات السلبية تحول دون الصدمة وخيبة الأمل ، حتى إذا جاءت النتائج إيجابية ، كان هؤلاء المتوقعون سعداء بكون توقعاتهم خاطئة.
الخطأ الجوهري الذي ارتكبه كل من حاول أن يقدم توقعات عن سلوك أميركا بعد ترامب هو تجاهل حقيقة بسيطة هي ان ترامب ليس من الصنف الذي يمكن أن يتوقع أحد ما ستكون عليه ردود فعله تجاه الأحداث والتطورات.
لا يعرف العالم ماذا يتوقع من سلوك أميركا بعد ترامب. حالة عدم التأكد هي المشكلة الكبرى التي ستواجهها الصين وأوروبا ، وبالتأكيد دول الشرق الأوسط حيث إسرائيل والبترول والإرهاب.
الصين تتقاطع مع أميركا في أماكن عديدة مثل كوريا الشمالية ، تايوان ، هونج كونج ، وبحر الصين ، فكيف ستكيف الصين مواقفها تجاه هذه القضايا؟ ماذا عن التبادل التجاري الهائل بين البلدين ، والأموال الصينية الطائلة المستثمرة في الخزينة الأميركية.
أوروبا سوف تقابل الحليف الأميركي من مركز ضعف ، فليس هناك قيادة أوروبية قوية يمكن أن تكون نداً لأميركا وليس مجرد تابع لها.
المجهول الأكبر هو تطور العلاقة بين القوتين الاعظـم أميركا وروسيا ، فالبوادر تشير إلى أن أميركا في عهد ترامب لن تتعامل مع روسيا كعدو بل كصديق ، ومن هنا فإن روسيا تحجز مقعداً لأميركا في الموضوع السوري.
سياسة أميركا تجاه سوريا سوف تنقلب رأساً على عقب ، وترامب يعترف بأن محاربة داعش تكون عن طريق دعم دمشق.
أطراف تتوقع أن تستفيد من تسلم ترامب لمقاليد السلطة مثل: سوريا ، السعودية ، مصر ، وإسرائيل ، وكل له أسبابه للتفاؤل ، وأطراف تتوقع أن تتضرر مثل إيران ، وتركيا ، وفلسطين.
الأردن كان على أفضل علاقة مع أميركا في جميع عهودها ، ويأمل أن تستمر العلاقة في عهد ترامب ، ولكن عهده مفتوح على كل الاحتمالات ، وحتى تاريخه لم نلتقط أية إشارة إيجابية أو سلبية.
الدعم الأميركي للأردن لم يكن من قبيل الإعجاب ، بل لأن للأردن دوراً يقوم به كصاحب أطول حدود مع إسرائيل ، ومتصل جغرافياً بسوريا والعراق والسـعودية ومصر ، وهو فاعل بارز أكبر من حجمه السكاني والجغرافي ، وله موقع في خارطة السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط.
الرأي