مهما استمرت مكائد ومراوغات المتربصين بنا من خلال بث سموم الأفكار الضحلة بدعواتهم لإحكام الطوق على فكرنا التحرري الاردني المتحضر بعبارات ومفاهيم موتوره ، والتي عملت بعض الشخصيات المحسوبه على اطراف معروفه الاقتران بها ، فكان ذلك جوهر مشكلتهم التي استمرت تفضي إلى تلاسنهم مع الأخر ، إلا أنهم في النهاية سيصطدمون بالطريق المسدود الذي يشكل درعا منيعاً مقاوم يكسر حاجز الصمت ويعلن عن هويته الحقيقية .

من المؤسف اليوم أن يحلق هؤلاء في مدارات الا جدوى ، وبتلك الثقافة التي تشبعوا بها وتعنصروا لها ، فكان تفضيل عيشهم المزاجي المأزوم ، ضمن صراعات كيديه رثة ، واستدعائها عبر منطق ألا منطق ، بحشد التأزيم بالعنجهية ، وفرض العبارات الاستحواذية الموتورة ، وبسط السلوك الموتور الموصل للشهرة والبروز في نظرهم ، واكتساب هويه تحمل العداء لكل ما ليس في فلكهم النفسي والروحي ، والحاصل إننا لا نطالب بإقصائهم على الإطلاق ، بل ونطالب بان لا تستفحل نغمتهم ، فمن الافضل الاطباق على حلوقهم واسكاتهم .

ان الطرح الذي نراه ما بين الفينة والأخرى من بعض من يشم الهواء المولج بدخان العصابية التي تخنق حتما ً، عصابية التشبث بالوهم الاصطفائي الضيق ، رغم أننا ضد الافكار الخبيثه أو التحريض والتعنيف الذي يحمل المفهوم الانغلاقي الراكد والذي لا يقود أبداً إلى مجتمعات منفتحة وحيوية ومتجاوزة ومعاصرة ، والثابت أن الصراعات الشخصية في مجلسنا الموقر باتت من أبغض التناحرات على الإطلاق ، بل أنها أسوأ ابتلاءات التي ابتلينا بها بانتقاء بعض المأزومين ليمثلونا ، لنبقى نعاني كمواطنيين من هذه الآفة والتي لم ولن تتوحد كما ينبغي وراء قيم المواطنة والقانون والتسامح كأساس للتحضر .

اننا نعي مدى الاحترام التلقائي الذي يجب أن يكون لبعض الشخصيات ، إلا أننا منزعجين كفئات مثقفة من عدم احترام ثلة منهم هيبة المجلس والسلطة على حد سواء ويعادون قيم الدولة المدنيه المتحضره وذلك معناه بكل بساطة ان هؤلاء تفضيلهم الانتماء لمصائب الدولة المفعمة بالاستغلال السياسي للدين مع أن الأمة بغالبية مجتمعاتها مع حلم الدولة المدنية التي تحد من الصراع البدائي ، الدولة التي بإمكانها العمل برشد ومسؤولية من أجل تنمية قيم الديمقراطية والدستور والحياة الحرة الكريمة .

وأخيراً .. فاننا يجب ان ننظر بعين سسيولوجية متفائلة بعيداً عن كل طارئ يحاول استجلاب الفرقه والتخلف والفواجع والهلوسات والتطلعات الضيقة غير الوطنية .. بل ويجب محاسبة هؤلاء المصرين على تأجيج حالة التوتر والاستفراد الاحتكارية تلك ، لانهم هم أنفسهم الذين يعلون من شأن الضغائن والكراهيات داخل مجتمعنا الواحد .. وليس هناك اسلم من الاندماج الوطني الواحد شعارا مشرفاً للجميع ، وبتماسك كل الأطياف أياً كانت فروعهم ومشاربهم وانتماءاتهم .. فهل تستوعب ؟
والله من وراء القصد