مهمة الأردن الصعبة في واشنطن
ماهر ابو طير
18-01-2017 12:14 AM
نحن امام ادارة اميركية جديدة، يعود عبرها الجمهوريون برئيس صعب المراس، شخصيته وعرة، وتطلباته بلاحدود من المنطقة، والسؤال اليوم يتعلق بالذي سيفعله الاردن، في علاقته مع ترامب، مع التحليلات التي تتحدث عن تغييرات بنيوية في السياسة الاميركية تجاه اسرائيل، وتجاه كل ملفات المنطقة؟!.
الجمهوريون يسيطرون على الكونغرس، بمجلسيه النواب والشيوخ، وللاردن علاقات جيدة الى حد ما، داخل الكونغرس، ولجانه، وهي علاقات لم تنقطع ابدا خلال الفترة الماضية، وهذه الكتلة الجمهورية، لن تعرقل ادارة الرئيس دونالد ترامب، في كل القضايا، وان كانت ستخفف من سرعته في بعض القضايا.
ذات الرئيس الاميركي يعرف ان ليس كل جمهوري داخل الكونغرس مؤيدا له بالضرورة، اضافة الى الاشارات التي تتسرب حول خلافات مبكرة بين المؤسسات الامنية الاميركية والرئيس الجديد، وهذه لها دورها البارز في تحديد العلاقات بين واشنطن ودول العالم، لاعتبارات كثيرة.
امام الاردن مهمة ليست سهلة في واشنطن، مهمة تتعلق ببناء علاقة فاعلة مع الرئيس ترامب وادارته، وعلى الرغم من وجود اتصالات دافئة الى حد ما، الا ان العقدة تتعلق بالضغوط الاميركية المحتملة على الاردن، في عدة ملفات، مع رئيس لا يقبل ان يصده احد، ولا يقبل جدولة الحلول، ولا شرح كلف المخاطر احيانا.
لعل ابرز الملفات التي قد توتر العلاقة جدا، بين الاردن واميركا، ملف القدس، وما ستفعله واشنطن ويترك اثرا سلبيا على العلاقة، وملف الارهاب، وما قد تتطلبه الادارة الاميركية من طلبات تختلف عما رأيناه من تنسيق خلال الفترة الماضية، يضاف الى ذلك التوترات التي قد تنشأ عن ضغط العلاقات الاميركية العربية، مع بعض الدول الخليجية، وكلفة ذلك على اقتراب الاردن من الاميركان، في الوقت الذي قد يبتعد فيه الاميركان عن هذه الدول، او بعضها.
لايمكن بأي حال من الاحوال، تبسيط المهمة التي تنتظر الاردن، في علاقته مع الادارة الاميركية الجديدة، فحتى الادارات السابقة الجمهورية، الاكثر تعقلا، في حقبة بوش الاب ثم الابن، شهدت توترات خفية، واشتراطات وتحديات خطيرة، عصفت بالعلاقة مع الاردن، وما تريده واشنطن من عمان، وكانت الزاوية الاخطر، الفترة التي تلت اجتياح صدام حسين للكويت وما تلاها، فقد كانت فترة عصيبة جدا على الاردن.
اليوم، امام الاردن، مهمة شاقة وصعبة ومتعددة المسارب، مع الادارة الاميركية، واللافت للانتباه هنا، ان كل العلاقات القائمة، مع الكونغرس او المؤسسات الاقتصادية والامنية، قد تكون في كفة، والعلاقة مع ذات الادارة في كفة اخرى، لاعتبارات مختلفة، مما يعني ان الاردن معني تماما بتخفيف الكلف التي سيوزعها ترامب على دول المنطقة، بما في ذلك الاردن، خصوصا، اذا اثبت الرئيس قدرته على التفلت من الخطوط التي سيرسمها له اعضاء الكونغرس، ومن يقرر ويخطط في المؤسسات الامنية الاميركية، وتحديدا على صعيد الملفات الاقليمية.
استخلاصا يمكن القول، ان الاردن ينجو دوما، من هذه التقلبات في العالم، لكنه على ما يبدو قد يكون مضطرا لتكيف من نوع مختلف هذه المرة، في ظل المعلومات المؤكدة، ان الادارة الاميركية الجديدة، لن تخفف كثيرا من حساباتها المستجدة، على غير ماشهدناه من ادارات سابقة، وما يمكن قوله ان عمان تعرف ان شعار ترامب غير المعلن يقول..»اما معنا او ضدنا» بطريقة حادة ومكلفة ايضا.
الدستور