عمون و الملوخية و افلاطون
عدنان الروسان
17-01-2017 07:42 PM
من الواضح أن رئيس التحرير قد حجب مقالي عن النشر كوني تكلمت عن ضرورة إجراء مصالحة وطنية و اعتبرت أن تيارات ما قد أوصلتنا إلى الوضع المتأزم الذي نحن فيه و لأن لتلك التيارات قدرة اقتلاع تفوق قدرة إعصار كاترينا فإنني اعذر الصحيفة على منعها مقالات في أحيان ما لأنك مضطر أن تنحني للعاصفة أحيانا حينما تهب حتى لا تنكسر بحفنة تراب أو نسمة ريح عابر ، و لأننا بتنا لا نعرف حدود القواعد المعرفية و المنطقية أو القواعد الديونتولوجية إذا أردنا أن نتحدث بعلوم تاريخ معاني المصطلحات ، و مبادئ الضرر المسموح به و المقارنة بين الديونتولوجي و البراغماتي في التعامل في كافة مناحي الحياة السياسية و الإجتماعية و في صفوف ذوي النفوذ الذين يعيشون في عوالم الشك الذي يغني عن اليقين.
و حيث أن الموضوع الممنوع يبدو أنه يتخطى الخطوط الحمراء فلنتحدث بالملوخية و مجلس النواب فربما يكون من المسموح في المدينة الفاضلة أن تزرع الملوخية و تجففها ، و أن تبيعها و تشتريها و لكن هل كان أفلاطون يسأل أرسطو عن أسعار الملوخية في برلمان أثينا أو إن كانت تباع في كليفادا أو بارتيتا دي بلاكا و هما حيان من أحياء أثينا ، غير أنه من الثابت أن عراقة برلمان اثينا أو روما لا يمكن أن يقاسا بعراقة مجلس النواب الأردني و من هنا يأتي الفارق بين لبرلمانين ، ف"عمون" تشتكي من مسئول الإعلام الذي يمنع مراسليها من الدخول إلى قاعة المجلس بكاميراتهم التي تستطيع أن تقرأ مخالفات و هفوات النواب ، و النواب منزهون عن الخطأ و مصونون من العتاب و العقاب و انتخبوا بأقصى درجات النزاهة و وصلوا بعرق جبينهم و عمون رايحه تدقق بقضايا الملوخية.
و قد ورد في أسفار التاريخ أن مراسل "عمون" قد حاول يوما الدخول إلى برلمان أثينا و معه كاميراته و عدة التجسس الإعلامي التي يحملها على ظهره ، و وجد أفلاطون على البوابة يأكل ساندويشة سلطة يونانية مع جبنة الحلوم و قد زجر مراسل "عمون" و حاول منعه من الدخول إلى المجلس و قد كان ذلك سنة 110 قبل الميلاد و كان أحمد العموني مازال شابا يافعا و متحمسا للعمل في ذلك الوقت و يريد ان يطلع على نقاشات الفاسدين في البرلمان اليوناني الذين مهدوا الطريق لانهيار الإمبراطورية الإغريقية ، و بينما كان مراسل عمون و افلاطون يتلاسنون مر بالباب هيرودوت و زونوفون و هما عضوان بارزان في المجلس عن محافظة بلقانوس و عاصمتها سلطنوس و قد حاولا التوسط لمراسل عمون للدخول الى المجلس و حضور الجلسات خاصة وأن عمون كانت تغطي كل نشاطات مجلس الإغريق و مخططاته لغزو جنوب البحر المتوسط و يقال أنها كانت مدعومة من ديموستوني المتعجرف إلا أن مواقع التواصل الإجتماعي لم تتناول الخبر لأن حملة اعتقالات واسعة كان يشنها أريس ابن زيوس اخافت الجميع و جعلتهم " ينظبو و يسكروا اثمامهم " .
و لما ألح زونوفون بالتوسط لمراسل عمون بالدخول فقعت مع إفلاطون و قال له إذا الحنيطي ما سمح له يدخل بالأردن بدك اسمح له أنا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلد و الإقليم ملتهب و موسم الملوخية على الأبواب ، إنها قضية أمن قومي و قد تتضرر مصل أحزاب كبيرة منها حزب الملوخية بالفراخ و حزب الملوخية بالأرانب و ربما يصل هذا إغضاب بعض أعيان البلد الذين قد يعتبرون ذلك اضرارا بالأمن القومي .
عند ذلك انسحب زونوفون و قد علم أن الأمور على درجة عالية من الأهمية ، و ذهب مندوب عمون ليغطي أخبار كراتين البيض التي كانت معدة للإتلاف في محرقة أبو صياح في محافظة أثينا غير أنها تحولت بقدرة قادر إلى البيع على السكة في منطقة المارينا .