لماذا لا نجري مصالحة وطنية
عدنان الروسان
17-01-2017 11:48 AM
قد يستفز العنوان بعض الناس و أنا أظن أنه لن يستفز إلا مجموعات التأزيم الوطني المجموعة أو المجموعات التي لا تستطيع أن تعيش إلا إذا كان المجتمع متنافرا غاضبا ، كارها ، شتاما ، لعانا ، محبطا و حاقدا على بعضه البعض ، نعم علينا أن نتوقف للحظة و نلتقط أنفاسنا و ننظر في المرآة و نقرأ تعابير وجوهنا التي فقدت بريقها و ابتسامتها منذ زمن طويل ، و أن نسمع ما نقوله لنرى كم من الرياء و الكذب و النفاق أرست مفاهيمه مجموعات التأزيم الوطني ، و المصالحة الوطنية يجب أن تكون بين الحكومة و الشعب ، أي حكومة و ليس المقصود الحكومة الحالية فقط ، و بين الناس بعضها ببعض ، و بين الحكومة و الحكومة ، و بين البرلمان و لله و بين الناس و النظام السياسي ممثلا بجلالة الملك.
مجموعات التأزيم و التي عملت بكد و إصرار على مدى سنين طويلة جدا كي تكرس معنى الولاء للقيادة و القائد على أنه الهتاف و التصفيق و الأغاني إنما هي تكره الملك و تهين ذكاء الشعب بذلك ، جوقات لطبل و الزمر ليست هي التي تجسد الولاء و الانتماء ، إنما هي تجسد أكبر إهانة للأردن و الشعب الأردني و قيادته ، مجموعات التأزيم " و التي هي تشكل جزءا كبيرا من البطانة غير الصالحة " و التي زرعت بصورة ايحائية قبيحة مغلفة بثوب من حرير أن على الشعب أن يكون قطيع أغنام و القائد راع ، و القائد راع ليس بالمعنى القبيح الذي تريده مجموعات الفساد بل بالمعنى الإيتمولوجي الواقعي الذي استخدمه محمد بن عبدالله ليقع التوصيف في يوم ما على القادة و من بينهم قائدنا ، و التلاعب بتاريخ معاني الكلمات كالتلاعب بتاريخ الشعوب ، و الإيحاء اللفظي الذي لا يتواءم مع الفعل اليومي إنما هو زندقة وطنية كائنا من كان من يمارسها .
نحن بحاجة إلى مصالحة وطنية تخرج البرامكة الذين يريدون أن يكون الحب عنوة و واجبا وطنيا من دائر الفعل الإيمائي المتواطئ ، و إذا كان الله لم يكلف النبي صلى الله عليه و سلم أن يجر الناس للإسلام فمن باب أولى أن لا يدعي برامكة الوطن أنهم أحرص على الراعي من الرعية و أن يمارسوا كل أنواع العقد ليبعدوا اهتمام الناس عن القضايا الوطنية الحساسة و يدخلوهم في دوائر التملق لكاذب ، مجاميع التأزيم يعيشون حالة متقدمة من الفانتازيا البسيمودونومية أو الهوس النفسي في الكذب .
نحن بحاجة إلى مصالحة وطنية حقيقية تتمثل في ميثاق شرف جديد تجترحه الحكومة من التجارب و النتائج الكارثية التي أوصلنا إليها مجموعات التأزيم ، مجموعات برامكة صندوق النقد الدولي الذي زرع الشقاق و النفاق في مجتمع الطيبة و المحبة و جعله مجتمع كراهية بامتياز ، سيهب كتاب البرامكة ليقولوا أن هذا غمز و لمز و ما هو بغمز و لا بلمز ، و لكن بين حبنا و حبهم ما صنع الحداد فهما خطان متوازيان لا يلتقيان إلى يوم القيامة ، حبهم للوطن كحب فاجر لامرأة في سفر و حبنا كحب امرأة لوليدها بلا منة أو ضجر.
نحن و الله العظيم بحاجة إلى خلية أزمة مخلصة صادقة متوضئة تجتمع بدون مقابل على عملها ، لا مياومات و لا مكافئات و لا منح و لا هدايا ، تعمل على دراسة وضعنا و تقدم ورقة خالية من الحشو و الكذب و التملق و النفاق و تضع بين يدي الحكومة و القيادة ما يمكن أن يشير إلى بصيص أمل في الإصلاح الوطني الشامل و المصالحة الوطنية الحقيقية حتى يكون الجميع في الوطن كالمسافرين في سفينة يحرص كل واحد منهم على أن لا تغرق .
بينما كان يتمشى و ينستون تشرتشل يوما بجانب إحدى لمقابر وجد قبرا كتب على شاهده " هنا يرقد الرجل الصادق و السياسي العظيم فلان " فسأل تشرتشل حارس المقبرة من دفن هذين الرجلين في قبر واحد " ، و من هنا لو عدنا إلى التراث لوجدنا و كأن تشرتشل قرأه ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " سبعة يظلهم الله يوم القيامة بظله يوم لا ظل إلا ظله " أولهم إمام عادل ، و الإمام من له الولاية العظمى و إنني لأحب أن إمامنا عادلا ومن ولاهم من الولاة عادلون فاسمعوا وعوا يا هداكم الله و ابدءوا بالإصلاح قبل أن لا يأتي يوم لا بيع فيه و لا خلة و لا شفاعة ، و في النهاية مواقع التواصل الاجتماعي لا تلاحقوها و تضيقوا عليها فهي مفيدة لكم و لو كان البرامكة لا يحبونها.