«القدس» معركة أردنية .. وهذا خيارنا في المواجهة !
رجا طلب
16-01-2017 09:43 PM
مع اقتراب تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية في العشرين من يناير الجاري بدأت تتسارع وتيرة الحسابات السياسية والتحليلات لدى العديد من العواصم في المنطقة والعالم بشان التوجهات الحقيقية التي ستحكم سلوك ترامب وإدارته حيال الملفات الساخنة في العالم وتحديدا حيال ملف الإرهاب والملف النووي الإيراني وملف السلام في الشرق الأوسط بالإضافة للعلاقة مع الصين والموقف من سياسات كوريا الشمالية المتهورة وغيرها.
إن الأغلبية العظمى من عواصم الشرق الأوسط تعتقد أن إدارة ترامب عائدة و بقوة « لسد الفراغ « الذي تركته إدارة اوباما في المنطقة التي تعج بالأحداث الساخنة منذ بداية عام 2011 والى الآن ، وإذا كان الموضوع السوري هو الذي حافظ على سخونته ولارتباطه العضوي بموضوع الإرهاب والنفوذ الإيراني – الروسي في المنطقة ، فان القضية الفلسطينية كانت من بين أكثر القضايا إهمالا ونسيانا طيلة تلك السنوات.
سبق ويسبق تنصيب دونالد ترامب الرئيس الخامس والأربعين لأميركا مجموعة من المواقف والإجراءات والقرارات تصب كلها باتجاه محدد ألا وهو أن هناك معركة كبرى ستدور رحاها قريبا جدا بشان مصير القدس كأرض محتلة والقدس كأرض دينية تضم مقدسات إسلامية ومسيحية ومن ابرز تلك المؤشرات والمواقف ما يلي :
أولا: تأكيدات ترامب المتكررة حتى بعد فوزه على نيته نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس.
ثانيا: تعينه ديفيد فريدمان سفيرا لواشنطن لدى إسرائيل ، وهو الذي يجاهر بدعمه للاستيطان وضرورة نقل السفارة إلى القدس والمعروف بقربه من حزب الليكود واليمين القومي المتطرف.
ثالثا: توجيه دعوة رسمية ولأول مرة في تاريخ العلاقة بين واشنطن وتل أبيب لرؤساء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية لحضور حفل تنصيب الرئيس ترامب في العشرين من الشهر الجاري وهي الدعوة التي تمت بتوصية من صديق ترامب ( مايك هاكبي ) الذي زار المستوطنات في الضفة الغربية بداية هذا الشهر واستمع لأراء رؤساء المستوطنات وقرر توجيه توصية لترامب لدعوتهم لحفل تنصيبه والاستماع لأرائهم التي « أعجبته « والتي وصفها بأنها جديرة بالاهتمام.
رابعا: سبق كل ذلك ترتيب لقاء بين محمود عباس ورجل الأعمال الأمريكي اليهودي دانييل أربيس المقرب من صهر ترامب جاريد كوشنر الذي عين بمنصب كبير مستشاري البيت الأبيض ، والمهم في اللقاء ان اربيس نقل لعباس رسالة واضحة وحسب هارتس أن ترامب سيعلن نقل السفارة إلى القدس بعد تنصيبه.
السؤال المهم للغاية هل هذه معركة فلسطينية فقط أم هي معركة أردنية أيضا؟؟
في الجواب: القدس ليست قضية فلسطينية ولم تكن في يوم من الأيام أي منذ الوصاية الهاشمية عليها بمقدساتها الدينية الإسلامية والمسيحية ، ووفقا لبيعة عام 1924 شارك الأردن الهاشمي ممثلا بالمغفور له الشريف الحسين بن علي الفلسطينيين في حماية القدس ورعاية مقدساتها وهو الدور المستمر بشكل متصل في ملك المملكة الأردنية الهاشمية من سلالة الشريف الحسين بن علي» جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ، كما أن الاتفاقية التي وقعت في الأول من ابريل عام 2013 بين الأردن ودولة فلسطين في عمان أعادت إحياء الدور الأردني في الوصاية والرعاية على المقدسات في مدينة القدس.
والسؤال الآخر المهم ماذا نملك من أوراق للمواجهة في حال أقدم ترامب على نقل السفارة وهو إجراء يعني فيما يعنيه اعتبار القدس عاصمة أبدية لإسرائيل وفتح الباب على مصراعيه لاعتبار إسرائيل دولة يهودية وهو أمر آخر يهدد أمننا القومي ، وهذا التهديد يتمثل في أن اعتبار إسرائيل دولة يهودية يُشرع لها بشكل أو بآخر طرد كل من هو غير يهودي ليس من أراض « إسرائيل « بل من القدس والضفة الغربية ، وفي النتيجة فان الأردن سيكون مهددا بمشروع « ترانسفير « سيكون رافعة حقيقية لمشروع الوطن البديل الذي طالما نادى به غلاة الليكود واليمين المتطرف.
إن أهم ورقة نملكها في مواجهة هذا المخطط في حال حدوثه هو التلويح وفورا بتجميد أو إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل لأنها ستصبح في تلك اللحظة عديمة الجدوى ، وللتذكير فقد كان من أهم دوافعنا لعقد تلك الاتفاقية هو « دفن الوطن البديل « !!
إن من أهم ميزات هذه الاتفاقية هي إمكانية الاستثمار السياسي فيها للضغط على إسرائيل ، وكلنا يذكر استثمار الحسين رحمه الله بموضوع الاتفاقية عند محاولة اغتيال خالد مشعل !
والسؤال من جديد: هل الدولة الأردنية مستعدة لتلك المواجهة السياسية الصعبة مع ترامب ونتنياهو أم أنها مطمئنة إلى أن الأمور لن تصل إلى ما ذهبت إليه في تحليلي هذا ؟؟
Rajatalab5@gmail.com
الرأي