أيها المتدعشنون .. كفوا عن تفكيركم
فيصل تايه
16-01-2017 05:53 PM
ايها المتدعشنون .. كفوا عن تفكيركم وبعد .. فالرجل لم تدس قدماه عتبة وزارته .. ولم يتقبل التهاني او التبريكات بعد .. ولم يصدر عنه اي قرار معكم او يلجمكم .. لكني أذكرك انه ابن حسب ونسب وابن وطن .. وابن مفكر وطني وقومي ومناضل عروبي .. ولسنا بحاجة لنتنازع حول صكوك الوفاء والوطنية والشرف .. فالوطن أكبر منكم جميعا ايها العابرون والمارقون والمتشرذمون .. واعلموا ان هناك سبل أمثل للعمل النافع بعيداً عن النكايات ومقالي طبخ الشرفاء.
ليس من الرجولة بمكان ان يجرؤ احد على اقتحام خصوصيه قامات بحجم الوطن .. والتشهير بهم وبصورهم الشخصية التي لا تحمل الا مضامين عائليه بحته.. فإلى أين يقودنا اليوم تفكيرنا .. ما سر موجات التدعشن الشديدة بحق اشخاص نعرفهم ولم نعلم بعد خيرهم او طبيعة ادائهم في موقعهم الجديد؟ فإلى متى ستبقى العصبيات تكتسح كبرياءنا وشموخنا ورصانتنا ؟ فهل السبب أننا متخمون بأنانيات أفسدت تفكيرنا وأفقدتنا كثيرًا من معاني الاحترام الذي ينبغي أن نتسلح بها .. وفوق ذلك تجدنا دائمًا نلزم طريق المكايدة والإصرار على أننا وحدنا أهل الصواب وأن من يأتي شر كله وحتى قبل ان نعرفه .. ولا سعادة للوطن إلا بمحو صاحب المعالي من صفحة الوجود إلى الأبد ؟ وهل السبب أيضًا أننا صفقنا لأنفسنا ونسينا الذين اساؤوا للوطن .. والتمسنا لهم العذر .. ثم التفتنا إلى بعضنا وقلنا بلغة المهانة والخنوع (لبيرالي). ونحن لم نعلم بعد معنى اللبيراليه.. وكأنها الكفر بعينه ...
هل تعلّمنا كل شيء وقرأنا كل شيء وقادرين على أن نتفلسف في أي شيء .. لكن للأسف لم نتعلم كيف نقدر بعضنا ونقبل بوجود بعضنا .. حين نظهر أننا ذوو حصافة وعلى قدر عالٍ من الوعي .. لكننا في حقيقة الأمر أسرع إلى الطيش وأجرأ عليه .. وأكثر قدرة على لوك الكلام بدون معنى .. فمتى سنشعر بهذا الضجيج الذي تخلت عنه كثير من أمم الأرض قبل عشرات السنين .. ونحن لانزال منذ عقود نواصل مسيرة النهوض إلى الوراء!!. ونهيم في مماحكات بعضنا والتحريض ضد بعضنا واقصاء بعضنا البعض لنجيد صناعة العداء لأنفسنا ونبحث عن مساحة للتراشق بالاتهامات والتآمر والمنازعات والمشاجرات ونسيان مسؤولياتنا نحو الوطن .
وأخيرا دعوني أقول ان الإشكالية في الأساس هي إشكالية ثقافية بحتة متعلقة بوعي الإنسان تجاه الدولة والوطن والمجتمع المدني والمواطنة الحقة .. فلنعمل في إطاراً للعمل الجماعي المنظم الذي يمتلك برنامجا أو مشروعاً للتنمية الشاملة والبناء النوعي، بعيدا عن العمل في خندق التصدي للآخر ومحاربته والحط من شأنه، بل والعمل على هدف وحيد وهو مصلحة الوطن العليا ، في ظل ثقافة اجتماعية واحدة بعيدا عن ركائز الاستقواء والإلغاء والتشبث الأحادي بالفكرة والأشخاص .. لذلك يجب ان نثور على ما بداخلنا من قناعات مليئة بالعصبية المتدعشنه في نفوس البعض المأزوم والمعيقة للإنسانية والتقدم ...