تملك دوائر القرار العالي في الاردن امكانية تأسيس جمعية او هيئة باسم «اصدقاء الاردن» بحيث تضم عشرات ان لم يكن مئات الفاعلين من كبار المسؤولين والبرلمانيين والمفكرين والسياسيين والاقتصاديين في الجوار والاقليم وحتى دول ومجتمعات النفوذ في العالم ، ممن يمكن الحديث معهم سواء عبر سفرائنا في دولهم او من خلال العلاقات الشخصية والعملية لكبار رجال الدولة ، وبصورة ترمي الى تفعيل ومأسسة ادوار هؤلاء الاصدقاء في دعم المسيرة الاردنية والسياسات الاردنية ، وتقريب وجهات النظر بين دولهم والاردن والمساهمة في حل اية مشكلات قد تنشأ بين الاردن وتلك الدول ، اي باختصار القيام بكل المهام التي يمكن للصديق ان يقوم بها دعما لصديقه والوقوف الى جانبه في السراء والضراء معا.

الفكرة ليست جديدة وقد اخذت بها باكستان مثلا ولكن على نحو لا اعرف بالضرورة آليته وأهدافه ، لكنني اعتقد ان الحكومة ممثلة بشخص رئيس وزرائها النابه ، بمقدورها دراسة الفكرة ووضع آلية ونظام لها ، بحيث تكون هيئة أقرب الى الرسمية منها الى التطوعية كي تحقق اهدافها التي يفترض ان تصب في مصلحة الاردن حاضرا ومستقبلا ، اذ من الحكمة بمكان ان يكون للبلد اصدقاء فاعلون لدى دوائر النفوذ في مختلف دول العالم وبالذات في العالم العربي والاوروبي واليابان والولايات المتحدة والدول الاسلامية وغيرها.

مثل هذه الهيئة او الجمعية او المنتدى او تحت اي مسمى كانت ، سيكون لها اثرها الكبير والمبدع في ايجاد اصدقاء متنفذين في السياسة والاقتصاد والفكر عبر العالم يدافعون عن الاردن ويساندون سياساته ويسعون الى توفير الدعم والمساندة له ، وهم بالضرورة شخصيات مهمة تأخذها الايام الى المناصب والمواقع المهمة في مجتمعاتها وعلى المستويات الرسمية والاهلية جميعها ، ولا يحتاج الامر الى نفقات كبيرة او مرهقة وانما فقط الى فكر ابداعي يمكن ان يرسم السيناريو المحكم لبناء هذا التوجه الوطني المهم ، وادعو رئيس الوزراء المحترم الى التفكير مليا بالمقترح علَّ فيه خيرا لبلدينا بإذن الله... والله من وراء القصد.