في مؤتمر صحفي للأمين العام لحزب "حصاد "
م.ريال :الاردن بثرواته أغنى من السعودية والكويت مجتمعتين..
"97" مؤسسة لا تخضع لقانون الخدمة المدنية، لماذا ؟!
الحكومات لا تملك استراتيجيات اقتصادية !!
عمون - أكد الامين العام لحزب الاصلاح والتجديد الاردني "حصاد" المهندس مازن ريال بأن الاردن اذا ما استخرجت الخامات المعدنية الموجودة في باطن الارض ستكون أغنى من السعودية والكويت مجتمعتين ، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر الحزب بحضور اعضاء المكتب السياسي.
وقال ريال ان الاوضاع الاقتصادية كبير وتقزيم الهم الاردني الكبير بمبلغ "450" مليون دينار أمر غير منطقي حيث كان الاساس هو البحث عن الاسباب والمسببات والبحث عن حلول لجعل الاردن يتجاوز المعضلة الحالية التي جاءت نتيجة سوء ادارة الحكومات السابقة للملف الاقتصادي في الوطن.
وبين ان المديونية تتزايد من عام لعام دون ان نجد حلا من الحكومات يوقف النزف في المال الوطني, فالمديونية كانت في عام 2007 حوالي 8,2 مليار دينا ثم ارتفعت في عام 2008 الى 8,5 مليار دينار وفي عام 2009 أصبحت 9,6 مليار دينار, ولم يتوقف تضخم المديونية حيث ارتفعت في عام 2010 الى 9,6 مليار دينار وفي عام 2011 الى 13,4 مليار وفي عام 2012 الى 16,6 مليار, وهذه مبالغ كبيرة على دولة تعتبرها الحكومات قليلة الموارد , حيث ارتفعت المديونية في عام 2013 الى 19 مليار دينار ثم الى 20,5 مليار في عام 2014 , وفي عام 2015 ارتفعت الى 22,3 مليار وفي عام 2016 حققت رقما قياسيا وأصبحت 27,1 مليار دينار.
وتساءل ريال عن الاختلافات ما بين الحكومة الحالية والحكومات السابقة, فكلها لم تملك حلا جوهريا لتخطي الأزمة الاقتصادية , في ظل عدم وجود برامج اقتصادية , لذا فأننا في الاردن بحاجة الى حكومة اقتصاد وطني والبعد عن التشكيل الجغرافي للحكومات ولو كان جميع الوزراء من مدينة أو قرية واحده.
وبين ان الحلول تتباين بين السريعة والحقيقية الاستراتيجية, فالحلول السريعة تتمثل في ان يتم تغطية ال "450" مليون من النفقات الرأسمالية والتي لا يتم استخدامها في بالكامل وهذه الاموال ارتفعت من "1,1" مليار دينار في عام 2008 الى "1,3" مليار دينار في عام 2017, أما بالنسبة للحلول الحقيقية الاستراتيجية, فبين ريال ان هناك العديد من الحلول ومنها , دمج الوزارات المتشابهة في العمل في وزارة واحدة اضافة الى مراجعة شاملة للهيئات المستقلة ودورها في التأثير السلبي على نفقات الحكومة ,كما طالب بإلغاء عدد من السفارات في بعض الدول , وتخفيض رواتب والبدلات والمياومات التي تدفع لكبار رجال الدولة بما لا يزيد في مجموعها عن راتب الوزير الشهري, وطالب بوقف توظيف غير الاردنيين وتحويل الاعمال الورقية الى الكترونية وبالتالي يتم توفير مبالغ مالية كبيرة وجهد العاملين وتحسين في الخدمات.
كما طالب المهندس ريال بتوزيع الاراضي الاميرية بشرط ان يتم تحويلها الى مشاريع منتجة ويتم تعين الاردنيين فيها, وتعديل ضريبة الدخل وبالذات على البنوك , وبين ان محاربة الفساد يجب ان تنال الاولوية عند الحكومات ومصادرة أموال الفاسدين ومحاسبتهم , فحسب تقرير ديوان المحاسبة بلغت قمة الذمم المستحقة لغاية عام 2014 حوالي "4,1" مليار دينار وهي كفيلة في حال تحصيلها الى تجاوز الحكومة المعضلة الاقتصادية الحالية بكل هدوء.
كما طالب بتطبيق اقتراح الوزيرة مها الخطيب بوقف رواتب التقاعد لرؤساء الوزارات والوزراء والأعيان والنواب, وتخفيض رواتبهم الحالية, وتساءل ريال عن كون "97" مؤسسة خاصة لا تخضع لقانون الخدمة المدنية.
وتطرق المهندس ريال الى تخصصه في استخراج الخامات وقال ان الخامات المعدنية يجب ان تكون الاساس في الدولة, وهي قادرة على جعل الدولة تقف على قدميها, وركز على انه لو تم استخراج الخامات في الاردن لأصبحنا أغني من السعودية والكويت مجتمعتين.
وبين ان كميات الخامات في الاردن كبيرة جدا حيث لدينا "13" بليون طن من الرمل الزجاجي من أجود الانواع عالميا, و"65" بليون طن من الصخر الزيتي تنتج "6,5" مليار برميل نفط وهو ما يكفي لسداد حاجة الاردن من النفط لاف عام , اضافة الى وجود "45" مليون طن من النحاس في محمية ضانا وهي كافية لإثراء الاردن حيث يبلغ قيمة الطن الواحد "10" الاف دولار, كما ان في منطقة وادي ابو خشيبة "11" عرق ذهب وتم ضم المنطقة الى محمية ضانا, فيما تبلغ كمية اليورانيوم في الجنوب حوالي "50" الف طن وتبلغ قيمة الطن الواحد "140" الف دولار.
وتساءل ريال عن الاسباب التي جعلت الحكومة توقع عقد احتكار مع شركة شل للتنقيب عن الصخر الزيتي على مساحة "23" الف كيلو متر من الاراضي الاردنية, بعقد لمدة عشرين عاما.
وشدد ريال على ان الحكومات لم تملك استراتيجيات عمل على أرض الواقع مما يجعل الدولة عرضة الى هزة اقتصادية كبيرة في حال عدم التدخل لحل المعضلات الاقتصادية التي يعاني منها الجميع, وبين ان اجتماعات الاحزاب التي تقوم بتقديم الافكار والدارسات للحكومة لا تتعدى كونها اجتماعات "بروتوكوليه" وليست اجتماعات جدية لتبادل الآراء والخطط لتجاوز مشاكل الوطن.
وتطرق ريال للحديث عن الخبرات الاردنية فبين ان هذه الخبرات تنتشر في جميع دول العام, فيما يتولى المناصب الهامة في الاردن أشخاص غير مؤهلين, لذا فقد طالب ريال بإعادة هيكلة الوظائف واختيار الكفاءات وإبعاد من تعينوا "بالواسطات" .
وبين ريال ان فتح باب الحوار بين الحزب والإعلام جاء في مرحلة هامة ومنعطف خطير في ظل محاولات تخريبية ومحاولة البعض اخراج الدين الحنيف السمح عن مبادئه والسعي لإظهاره بدين العنف والقتل, وأشاد بدور المواطن والأمن في الحفاظ على لحمة الوطن, وركز على أحد أهم اهدف حزب "حصاد" , اجهاض الافكار المتطرفة وإظهار الطريق السليم للمجتمعات المحلية التي تحيط بستته فروع للحزب منتشرة في مناطق مختلفة من الوطن.
وختم حديثه في الحديث القرارات التي يتم اتخاذها دون دراسة معمقة ومنها اغلاق سلطة المصادر الطبيعية التي كانت تدار بخبرات اردنية اثبتت قدراتها على مدى خمسين عاما من العمل المتواصل.
وحصل حوار ما بين ريال والإعلاميين وظهر ان الغاية واحدة وهي البحث عن الاخطاء التي تسببت في المشاكل التي تحيط بالوطن والية حلولها.