أطرفة الخالدي جماليا وخنقه مروريا وجلده مخالفتيا
د ابراهيم الهنداوي
14-01-2017 11:53 AM
من منا لا يعشق عمان ومن منا لا يتباهى بجمال عمان ونظافتها ومن منا لا يعرف اعرق شوارعها واحيائها الطبية واعني شارع الخالدي العريق باطبائه ومستشفياته ومجمعاته الطبية التي تضم خيرة من نطاسيينا ، ومن منا لا يعرف ان موسوعة جينيتس قد صنفت شارع الخالدي بالأكثر كثافة للاطباء عالميا ، ولا اخالها تعرف انه الأكثر إزدحاما مروريا والأكثر رافدا ماليا لخزينة امانة عمان من خلال المخالفات المرورية ، و حبذا لو نحصل على دراسة اكتوارية تقارن كمية ونوعية مخالفات المرور في عمان ونقارنها بمثيلتها بشارع الخالدي ، لنعلم هل يتغير سلوك مواطننا المحترم ويخالف انظمة المرور عندما يدخل فقط الى شارع الخالدي ، ام ان البنية التحتية وضيق الشارع وعدم تاهيله بهندسة معمارية خلاقة تسعى لخلق البدائل المناسبة التي تعظم دوره الريادي الطبي وايضا السياحي ليبقى معلما مميزا تتباهى به الأجيال و الأ شقاء من المرضى العرب والذي اجزم ان للعديد منهم ذكرياتهم الجميلة فيه من خلال معالجتهم عند اطبائه ومشافيه التي يشار اليها بالبنان.
وحيث ان مناسبة كتابتي لهذه السطور تاتي من مبعث المعاناة والشكوى المتكررة للمرضى وللاطباء من حيث عدم تاهيله مروريا وانشائيا بطريقة تسمح بسهولة الوصول اليه ان كان لمريض في سيارة إسعاف تصدح بابواقها وأزير مزاميرها باستغاثة ( افتحوا لي الطريق ) لخطورة وضع المريض والذي بحاجة لسرعة انقاذ ليصل الى الطواريء في خلال الثلاث دقائق الاولى من اصابته بذبحة صدرية او جلطة دماغية او حتى حادث سير صرنا نراه يوميا في شوارعنا ونفقد به اعزاء علينا وكاننا في حرب ولكن حربا مرورية تستنزف البشر والمال.
وهنا اسرد هذه المقدمة وفي هذه العجالة كي لاانتقص من الجماليات التي تعمل عليها امانة عمان باطرفة ارصفتها وتوسيعها على حساب الشارع وضيقه والذي ضاعف المعاناة على رواده وقاطنيه وهنا تذكرت مقولة لأمين عمان وفي احتفالية طبية يذكرنا بشخصه ومؤهلاته بانه ليس بمهندس، ولكنه يتقن الهند سة الأنسانية ،فياسيدي هل تتعارض الهندسة الإنسانية والإنشائية معا مع ابداع هندسي ومروري يسعى لتقسيم هذا الشارع لمسارب منفصلة ،و انشاء نقطة تجمع واحدة تجتمع فيها سيارة اسعاف للمرضى (وليتها تكون سيارة اسعاف الخالدي وفرح وعمان ) وميكروبس لمرافقين وميكروكار لمرتادين ذوي احتاجات خاصة(كمطار دبي، ومسرب خاص بالمشاة فقط ،والميكرو كار) ينطلقون جميعا من نقطة تجمع معينة تكون في بدايته وياليتها تكون في احدى حدائقه التابعة لامانة عمان ويكون السير باتجاه واحد فقط يبدا بنقطة التجمع هذه ويعود اليها واخالها دائرية الشكل فنكون بذلك قد منعنا ازدحام السيارات به او وقوفها على اطرافه ونعمل على اعطاء تصاريح خاصة لسيارات الاطباء للمرور به واجبارهم على الصف في مجمعاتهم الطبية او المستشفيات الذين يعملون بها او المصاف الملحقة وليس الشارع.
وحيث ان الأنسنة تقتضي ان نسارع باسعاف المريض والتسهيل عليه فما المانع ان يكون على باب كل مجمع طبي سرير متحرك او كرسي متحرك يكون مفروضا من الامانة على من يسعى الى انشاء مجمع طبي اسوة بوجوبية المواقف ويكون دورا لحارس العمارة في مساعدة المريض واخذه من الكرسي المتحرك الى الطبيب وبالعكس فبهذا نرتقي بانسانيتا من خلال هندستنا وانشاءاتنا ولا يكون ايضا لشرطي المرور وجود من خلال المخالفة او عمل كروكا لحادث ونمهد لجينيتس إثنين بانه الشارع الوحيد الخالي من الشرطة المرورية والمخالفات والحوادث ، وايضا الرافد لخزينة امانة عمان بفلوس خدمية وانسانية تتقاضاها من خدمة الميكروبص والميكروكار تكون مشروعة انسانيا بدل خدمة عامة ومرفوضة حاليا بشكلها الجبائي، وهو المخالفات المرورية التي تحصل ولا تردع نظرا للواقع الإنشائي الحالي والمستقبلي والذي راعى الجماليات على حساب الخدمات الإنسانية والطبية.
وللمزيد بقية عن جماليات سياحية مبدعة نتمنى انشاءها على اطرافه ولا اقول كشارع الشانزاليزيه الذي نعشق جماله وارصفته من خلال مطاعمه واستراحاته البسيطة لا بل لإستيحاء شيء ولو بالقليل من ابداعاته.
الرأي